الجمعة، 24 ديسمبر 2021 - 06:19 م

تطورات دبلوماسية كبيرة وغير متوقعة شهدها الشرق الأوسط على مدار هذا العام. البداية كانت مع إنهاء المقاطعة بين قطر والرباعى العربى، بعدها بدأ الجليد فى العلاقات المصرية -التركية فى الذوبان، لتبدأ سلسلة من اللقاءات بين مسئولى الدولتين.

كذلك شهد هذا العام 4 جولات من المفاوضات، بين السعودية وإيران. ثم شهد شهر اكتوبر أول مكالمة هاتفية بين العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى وبشار الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية فى سوريا تبع ذلك زيارة غير متوقعة  لوزير الخارجية الإماراتى لدمشق وسط تعالى الدعوات لتطبيع العلاقات مع «سوريا الأسد». فى نفس الشهر قام ولى عهد أبوظبى الأمير محمد بن زايد بزيارة هى الأولى منذ عقد لتركيا. وهناك ايضاً جهود لرأب الصدع بين أنقرة والرياض. وفى خلفية كل ذلك بدأنا نجد تفاهمات جديدة حول عدد من الملفات الشائكة.   

الكثير من هذه التحركات المحرك الأساسى لها هو انحسار الدور الأمريكى فى المنطقة. فكما كتبت فى مقال سابق، فإنه باستثناء الملف النووى الإيرانى، لايمثّل الشرق الأوسط، بكل أفخاخه، أولوية فى أجندة السياسة الخارجية لبايدن. و قد تأكد العزوف الأمريكى بالانسحاب من أفغانستان وبعدها العراق وبترك ملف القضية الفلسطينية للحلفاء الإقليميين. توقف واشنطن عن لعب دور شرطى المنطقة، دفع الجميع لإعادة ترتيب أوراقه وتنسيق تحالفاته. لكن هل ستسمح المؤسسات الأمريكية الأخرى بهذا الخروج من منطقة استراتيجية كالشرق الأوسط. هذا ما سنجيب عليه فى المقال القادم.