ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

الوقت ينفد

ممتاز القط

الأربعاء، 26 يونيو 2024 - 07:40 م

سياسة الأمر الواقع لابد أن تكون واضحة فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة ودفاعها المستميت عن إسرائيل

أتمنى ألا تتحول جهود الوساطة إلى فصل جديد فى تاريخ الفرص الضائعة.
يخطئ البعض عندما يعتقد أن الهزائم المتلاحقة لإسرائيل فى حربها ضد حماس ومختلف فصائل المقاومة فى قطاع غزة تعنى نهاية أكذوبة القوة التى لا تقهر.. فرغم النتائج غير المتوقعة من حركة حماس وامتلاكها لقدرات عسكرية أحدثت حالة من الارتباك غير المسبوقة داخل جيش إسرائيل إلا أن حرب غزة تظل فى إطار حرب المدن وليست حرباً نظامية تشارك فيها كل القدرات العسكرية التى تملكها إسرائيل أو بالأحرى ما تملكها الولايات المتحدة التى تمثل الرصيد الاحتياطى لإسرائيل.


ما من شك فى أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية جعلنا جميعا نشعر بالفخر وخاصة أنها أخرجت القضية الفلسطينية من مستنقع النسيان وعدم الاهتمام العالمى وكأنهم يعرفون إسرائيل لأول مرة كقوة احتلال غاشم تقوم بمجازر وإبادة كاملة لشعب أعزل وتدمير شيطانى لموارد محدودة كان سكان غزة يقتاتون منها. أكبر خطأ قد يقع فيه البعض هو الاعتقاد بصحة كل ما يدعيه ساسة إسرائيل من خلافات حادة داخل الجيش وترديد الأحاديث حول الانهيار والفشل وهزيمة الجيش وعدم قدرته على تحقيق أهدافه من الحرب.


لقد روج الصهاينة شعار حربهم وهو القضاء على حماس على حين بدأوا يمارسون إبادة الشعب الفلسطينى وهى إستراتيجية لو استمرت فإنها تقضى تماماً على المطلب العالمى بإقامة دولة فلسطينية.. دولة قد ينقصها شعب تم وتتم إبادته وسط عجز دولى. سوف تظل العمليات العسكرية التى تقوم بها حماس مصدر زهو واعتزاز ولكن الموقف يحتاج إلى رؤية شاملة ونظرة للمستقبل خاصة مع طرح العديد من المبادرات لوقف الحرب التى قد تصبح غير متكافئة لو استمرت أكثر من ذلك.  وعندما رفعت حماس شعار الوقت ينفد.. بالنسبة للإفراج عن الأسرى والرهائن فإن الوقت بالفعل ينفد من الجانبين لأن عدد الأسرى محدود ويدور فى حدود المائة الآن إن لم يكن أقل.
يحدث ذلك فى الوقت الذى لا تعير إسرائيل اهتماماً باستعادة الأسرى أحياء وهى مجرد شعارات تحاول بها إسكات مظاهرات الغضب التى تجتاح الكيان الإسرائيلى.
سياسة الأمر الواقع لابد أن تكون واضحة فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية ودفاعها المستميت عن إسرائيل وخاصة مع دخول سباق الرئاسة إلى منحنيات خطيرة بين مرشح قد لا تسعفه حالته الصحية والذهنية ومرشح مهدد بدخول السجن واحتمالات دخول مرشحين جدد. من الضرورى أن يتمسك قادة حماس ببصيص من الأمل قد تكون مبادرة الرئيس بايدن قد حوته وخاصة أن إعلان موقف حماس يأخذ وقتاً وسببه فيما أعلن هو ضرورة الرجوع للقادة الميدانيين فى قطاع غزة على حين يتواجد قادة حماس السياسيين فى قطر أو فى غيرها من الدول.


الحديث عن وحدة الموقف الفلسطينى جزء من الموروثات التى يتمسك بها الأشقاء الفلسطينيون على حين تخرج بين الحين والآخر رشقات من النقد اللاذع وأحياناً التجريح بين السلطة وحماس.
يحدث ذلك فى الوقت الذى تعلن فيه إسرائيل أن اليوم التالى للحرب لن يكون فيه مكان للطرفين.


اليوم التالى قد يكون بداية لحرب شاملة ضد لبنان تكون ساحتها كاشفة لحقيقة ما تدعيه إسرائيل من مرارة الهزائم المتلاحقة التى تشهدها حرب المدن فى غزة والتى تلعب فيها جغرافيا المكان الجزء الأكبر من التفوق الفلسطينى يسبقها فقط إرادة المقاتل وإيمانه بحق بلاده المغتصب. تصدير حديث الزهو للفلسطينيين وكثرة حديث الإسرائيليين عن هزيمتهم هو محاولة رخيصة لإقناع العالم أنهم كبش فداء وضحية لإرهاب حماس. يحدث ذلك فى الوقت الذى تمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بمنعطفات خطيرة تتمثل فى تباعد  وجهات النظر ورغبة كل طرف فى تحقيق أهدافه.


لعبت مصر ولاتزال دوراً أساسياً فى الحفاظ على الثوابت التى تضمن إحياء عملية السلام وقيام الدولة الفلسطينية وذلك منذ اللحظات الأولى لطوفان الأقصى ورفضها القاطع لفكرة ومؤامرة التهجير التى تجسد فى النهاية استراتيجية التوسع الإسرائيلية ووأد فكرة الدولتين.
لقد طرح الرئيس الأمريكى بعض الخطوط الأساسية للحل والتى لا ترقى لأن تكون مبادرة ولكنها تصلح للبناء عليها شريطة تقارب مواقف الطرفين وهى الوساطة التى تقوم بها مصر وقطر والتى استمرت رغم محاولات الجانب الإسرائيلى إفشالها. وكم أتمنى ألا تتحول جهود الوساطة إلى فصل جديد فى تاريخ الفرص الضائعة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة