لواء د/ طارق عطية
دروس وعبر ذكرى عيد الشرطة
الأحد، 30 يناير 2022 - 01:35 م
لواء د/ طارق عطية
مساعد وزير الداخلية الأسبق
.."ما أشبه الليلة بالبارحة" تلك مقولة تنطبق بكل المقاييس عند تدبر استخلاص الدروس من رسائل البطولات التى سطرها رجال الشرطة يوم 25 يناير 1952، مع تفهم الاختلاف فى الظرف التاريخى، على ماتشهده المرحلة الراهنة من تحديات تواجهها الشرطة بمزيد من التضحيات والجسارة والشجاعة والإقدام على إخراج مزيد من ملاحم الفداء فى مواجهة قوى الشر والإرهاب الأسود، وفى مواجهة كل مايجنح للنيل من مقدرات الوطن، ويهدد استقراره وأمن وأمان شعبه العظيم.
فلم يكن يوم 25 يناير 1952 يومًا عاديًا بمدينة الإسماعيلية والذى شهد على بسالة وشجاعة الشرطة المصرية واستحق أن يتخذ كيوم ورمز وعيد للشرطة تحتفل به كل عام، فقد تصدى فيه مايقرب من 850 جنديًا وضابطًا لايملكون سوى مجموعة من البنادق ماركة "لى أنفيلد" المحدودة فى إنتاج قوة النيران والتى لا تكفى لمواجهة الألة العسكرية الضخمة فى ذلك الوقت للقوات البريطانية المتطورة التى كانت تحوزها، وتستخدم دبابات "السونتريوم" المتطورة، لمهاجمة المبنى الذى تحصن به الأبطال من رجال الشرطة والذين رفضوا الاستجابة لتهديدات القائد الإنجليز بالاستسلام وتسليم أسلحتهم، وأصروا على الصمود والتصدى لهذا الغزو والزود عن الوطن وترابه متسلحين بإيمانهم ووطنيتهم، ونالهم من الشهداء والمصابين مانالهم، حتى تمكنت قوة المحتل من فرض سطوتها فى ظل التفوق العددى ( 7 آلاف جندى ) بعتادهم وأسلحتهم.
ولقد ترسخ هذا اليوم فى ضمير الأمة ووجدانها وصار رمزًا متجددًا لبطولات رجال الشرطة الأوفياء والذين مازالوا يواجهون بإيباء وجسارة قوى الإرهاب والتطرف والجريمة بكافة أشكالها، لعهد قطعوه على أنفسهم بإرادة وطنية بألا تقوم للشر على أرض هذا الوطن الأبى قائمة، مدركين بأن أمن الوطن وحماية مقدراته ومكتسباته هى بمثابة رسالة تتواصل مسيرة أجيال الشرطة فى أدائها مهما بلغت التحديات والتضحيات.
ورغم ماحققته مصر من نجاحات أمنية أسهمت فى تقليص الإرهاب "إلى حد كبير" على أرض الكنانة إلا أن شوكة الإرهاب لازالت لها خطورتها بعد أن أصبحت أداة صريحة فى أيدى بعض القوى الدولية لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات خاصة بالمنطقة العربية التى تموج بالصراعات والانقسامات، ومن هنا فقد حرصت وزارة الداخلية بقيادة السيد الوزير الدؤوب محمود توفيق بوعى ومسئولية كاملة وإدراكا شاملا للتحديات المحدقة بالوطن على إنتاج المزيد من سبل التطوير والتحديث فى ظل هذه المتغيرات المتطورة والتى لاتحتمل معها الانعزال أو الركون لما تحقق، وواصلت من خلال تخطيط علمى يواكب أحدث النظم والإمكانيات التكنولوجية تحديث بنيتها وأساليبها، وحرصت على الارتقاء بكفاءة العنصر البشرى وتدريبه وصقل مهاراته باعتباره سيظل الركيزة الأساسية فى العمل الأمنى الذى يحقق مستهدفات الوزارة الوطنية.
ولا يفوتنى فى هذه المناسبة الغالية "عيد الشرطة" أن أذكر بكل الإجلال والتقدير شهداء الوطن والذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم ماكنا ننعم بما نحن فيه أمن وطمأنينة، وأستطيع أن أؤكد على مدى اهتمام القيادة السياسية وقيادات وزارة الداخلية بالتواصل مع أسر الشهداء وتلبية كافة احتياجاتهم وتقديم كل أنواع الدعم والرعاية لأبنائهم وذويهم ومتابعة مسيرتهم للاطمئنان إلى مستقبلهم وحصولهم على مايستحقونه إكرامًا لسيرة ذويهم العطرة والتى سيظل التاريخ يذكرها بأحرف من نور ويذكرها الوطن والشرطة المصرية بكل فخر وإعزاز وتقدير.
حمى الله مصر وجنبها سوء الفتن، وسدد خطى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى مواصلة إنجازات سيادته العملاقة التى ترسخ لنهضة شاملة غير مسبوقة للأمة المصرية حتى تنال المكانة التى تستحقها بين سائر الأمم، وستظل مصر بإذن الله تعالى، واحة للأمن والأمان لقوله تعالى "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" صدق الله العظيم "سورة يوسف الأية 99".
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة