أحمد إبراهيم
أحمد إبراهيم


شهريار

الكمين!

أحمد إبراهيم

الأربعاء، 02 فبراير 2022 - 06:56 م

بلسان مفوه واستقبال رائع استقبلتنى زوجتى مع ابتسامة لطالما اشتقت إليها، ثم قامت بمساعدتى فى تبديل ثيابى واستمرت الابتسامة طويلا.. همست لها بوجه شاحب: ما لك يا حبيبتي؟ فردت قائلة: مفيش حاجة يا حبيبى.. هو انت بكرة مش اجازة؟ بادلت سؤالها بسؤال: خير إن شاء الله؟ فأجابت: لا.. خير طبعا، احنا عايزين نروح مشوار صباحا! تابعت مستفهما: خيرا؟ فقالت: لا متقلقش.. فيه عرض على حفاضات الأطفال. فقلت لها: وهل يستدعى هذا التخفيض ذلك المشوار؟ فأجابت وبراءة الأطفال فى عينيها: أيوه يا حبيبى.

لا أخفيكم سرا أننى شعرت بالخوف الشديد على ما تبقى فى جيبى من بعض الجنيهات، ولكن حبا فى ذلك الطفل المسمى على اسم والدى استيقظت صباحا حتى أوقظ زوجتى، وإذ بالمفاجأة أنها جاهزة! رغم أن جُلّ خلافاتنا يدور حول تأخرها فى تبديل ثيابها، وعندما رأيتها أدركت أن أمرا ما قد دُبِّر بليل.
وبالفعل تحركنا بالسيارة، فإذ بها أثناء قيادتى للسيارة تغنى مع نغمات الراديو! مشيعة جواً من البهجة والسعادة حتى وصلنا لوجهتنا، وتوجهنا إلى العرض المقصود وبالفعل كان عرضا يستحق المجيء: تخفيض 4 جنيهات على شنطة الحفاضات! توجهت بـ»طيبة قلب» أو لكم أن تقولوا «سذاجة» إلى «الكاشير» لأدفع الثمن، فإذ برقتها تتزايد مشيرة إلى أن هناك عرضا على المناديل وعرضا على صابون وعرضا على شيكولاته.. أدركت حينها أن الكمين نصب لى بعبقرية شديدة.

مع تعاظم تل المشتريات أمام عينى، شعرت كأن السماء تنطبق على الأرض وأن يدى لم تعد تقوى على إنقاذ جنيهات تسترنى لآخر الشهر.. فتوسلت إليها توسل العاجز أن ترحم ما تبقى معى فإذ بالرقة تتحول إلى عنف قائلة: هو أنا جايبة حاجة لنفسي؟ كله لأولادك.. فأجبتها مسلما بمنطقها ومتخوفا من ثورتها: «بالفعل يا حبيبتي».. سلمت عند الكاشير آخر ما تبقى فى جيوبى تاركا إياها صحراء جرداء لا زرع بها ولا ماء.
وبينما عينى تكادان تغرقان بالدموع، رأيتها تقبل عليّ متهللة، فظننت أنها ستشاركنى بعض أموال ادخرتها مثلا، فعاجلتنى بالمفاجأة أنها كانت تريدنى حمل شنطة الحفاضات! عندها تيقنت أن النساء ضعيفات اليد قويات الكيد.. ربنا يجعل كلامنا خفيفا عليهن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة