إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة

أين السينما؟ سؤال غائب..

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 03 فبراير 2022 - 08:12 م

الصدفة جعلتنى أشاهد عشرات إن لم يكن مئات الأفلام المصرية القديمة وأنا رهن العمليات الجراحية التى تمت لى خارج مصر وداخلها فى وقت قليل لا يتجاوز الثمانين يومًا.

كانت الفرجة على الأفلام القديمة فى تليفزيون الغرفة المفتوح على اليوتيوب أو قنوات مثل روتانا كلاسيك. اخترتها رغم أن كثيرًا جدًا منها شاهدته فى حياتى صبيًا وشابًا، لكنى قررت أن أقطع بها الوقت والألم. كانت السينما مشوارنا الجميل الذى يتكرر أكثر من مرتين كل أسبوع.

فجأة بعد أن عدت إلى بيتى انفجرت الميديا بمسألة فيلم «أصحاب ولا أعزّ» والمشهد العادى جدًا لمنى زكى تخلع فيه سروالها ولا أحد يرى شيئًا والذى صار هو سبب كل مشاكل البلاد. وصار أيضًا خروجًا على القيم الأسرية والدينية وغير ذلك مما يعرفه الجميع. كتبت رأيى فى مقال لم أنشره هنا ولن أعيد ما كتبت لكن قفز إلىّ سؤال. أين السينما فى مصر؟

مصر التى كانت يومًا مصدرها الأول فى الدخل القومى هو القطن، ومصدرها الثانى هو الأفلام السينمائية التى لم تكن تقل عن ستين فيلمًا فى العام، يتم توزيعها فى مصر وفى العالم العربى من الشرق إلى الغرب. الأمر نفسه بالنسبة للمسلسلات التليفزيونية بعد أن ظهر التليفزيون فى الستينيات.

حتى حين تم تأميم الإنتاج السينمائى فى الستينيات لم يقل عدد الأفلام، وكان التليفزيون فى ذلك الوقت قناتين فقط هما الأولى والثانية، لكن لم يقل عدد المسلسلات عن ثلاثين مسلسلًا فى العام. الآن السينما لا تنتج أكثر من خمس عشرة فيلما والأمر نفسه بالنسبة للمسلسلات. لقد شهدت السينما رغم التأميم فى الستينيات أعظم الأفلام الجريئة سياسيًا واجتماعيًا، ولم يكن التأميم أحد عوامل التأثير السلبى عليها.

تعرضت السينما منذ أربعين سنة إلى هجوم من جماعات الإخوان المسلمين والجماعات السلفية، وشهد مجلس الشعب معارك كثيرة حول بعض الأفلام وصلت إلى القضاء أحيانًا لكنها لم تؤثر فى النهاية، ولم يتم منع أى فيلم مما قامت حوله الضجة. على الناحية الأخرى مع ظهور الإنترنت حدثت عمليات سطو واسعة على الأفلام، فصار الفيلم يبدأ عرضه اليوم ليكون فى اليوم التالى على الإنترنت، كما تعرضه قنوات كثيرة جدًا دون أن تشتريه من المنتج الأصلى، مما أسهم فى خسارة الإنتاج وتراجع الدولة والمنتجين خشية الخسارة.

ورغم وجود قوانين تحفظ حق المنتج والإنتاج إلا أننا لم نسمع عن قضية أثيرت فى هذا الأمر ترتب عليها الحكم بالتعويض من السارق للمنتج الأصلى. شيئًا فشيئًا قل الإنتاج من الاثنين، الفيلم والمسلسل.

وزاد فى الأمر احتكار الإنتاج الآن فلا يمكن لجهة واحدة أن تنتج عددًا كبيرًا من الأفلام والمسلسلات. وهنا يقفز السؤال: إلى متى يظل هذا الوضع وكيف تعود مصر إلى وضعها القديم، هوليوود الشرق؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة