هيثم مصطفى
هيثم مصطفى


‎حرية الإبداع

أخبار النجوم

الجمعة، 04 فبراير 2022 - 02:47 م

‎أكم‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ترتكب‭ ‬بشكلٍ‭ ‬سافر‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬ومعنى‭ ‬الإبداع‭!!.. ‬فللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬يلتبس‭ ‬على‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬مفهوم‭ ‬الحرية‭!!.. ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬تلك‭ ‬الحرية‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬وبشكلٍ‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬الضرر‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬الغير،‭ ‬فالفن‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬صار‭ ‬إفسادًا‭ ‬واضحًا،‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬النطاق‭ ‬المرغوب‭ ‬فيه‭ ‬لخدمة‭ ‬البشرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والمجتمع‭!!..‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الإبداع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبناء‭ ‬الحضارات،‭ ‬وعندما‭ ‬تضمحل‭ ‬أمة‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬فنها‭ ‬وإبداعها‭ ‬قد‭ ‬ابتذل،‭ ‬والأمم‭ ‬تُبنى‭ ‬بالفكر‭ ‬الواعي‭ ‬البناء،‭ ‬لا‭ ‬بالهدم‭ ‬ولا‭ ‬بترويج‭ ‬الفكر‭ ‬الخاطيء‭.‬

‎ففي‭ ‬الماضي‭ ‬تربينا‭ ‬وشاهدنا‭ ‬جميعًا‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الهادفة‭ ‬والتوعوية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬فلا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتناسى‭ ‬أعمال‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬عكاشة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تدخل‭ ‬البيوت‭ ‬كلها‭ ‬كي‭ ‬تزرع‭ ‬فينا‭ ‬القيم‭ ‬التربوية‭ ‬السليمة،‭ ‬فمن‭ ‬أعمال‭ ‬مثل‭ ‬ليالي‭ ‬الحلمية‭ ‬وأرابيسك‭ ‬تعلمنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النبل‭ ‬والخير‭ ‬والأخلاق‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬مؤثر،‭ ‬فصار‭ ‬الطابع‭ ‬العام‭ ‬للناس‭ ‬متابعة‭ ‬تلك‭ ‬الأفكار‭ ‬البناءة‭ ‬وتطبيقها‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬بشكلٍ‭ ‬تلقائي‭!!‬

‎وفي‭ ‬الماضي‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬والدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬اللغة‭ ‬الراقية‭ ‬والأسلوب‭ ‬اللبق‭ ‬في‭ ‬الحديث،‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬الطيبة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المتنامي،‭ ‬بحالٍ‭ ‬يجعلنا‭ ‬نصمم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬تلكم‭ ‬الأعمال‭ ‬كان‭ ‬لهدف‭ ‬التحسين‭ ‬من‭ ‬النفوس،‭ ‬فالفن‭ ‬هو‭ ‬تهذيب‭ ‬للروح‭ ‬وليس‭ ‬مسخها‭!!‬

‎بل‭ ‬شاهدنا‭ ‬ولسنواتٍ‭ ‬طوال‭ ‬أعمال‭ ‬دينية‭ ‬راقية‭ ‬وجادة‭ ‬مثل‭ ‬مسلسلات‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬ومسلسل‭ ‬محمد‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬أيضًا‭ ‬مسلسلات‭ ‬للتوعية‭ ‬مثل‭ ‬مسلسل‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬وكلها‭ ‬كانت‭ ‬أعمال‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬الأزهر‭ ‬ويجيزها‭ ‬مركز‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭!!.. ‬فأين‭ ‬ذهبت‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال؟‭..‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تُنتج‭ ‬لتعرف‭ ‬الناس‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬والفكر‭ ‬السليم؟

‎لماذا‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬القُبح‭ ‬وزرعه‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المُجتمع‭ ‬المصري؟‭.. ‬لماذا‭ ‬صارت‭ ‬الأعمال‭ ‬المُقدمة‭ ‬تنتهج‭ ‬الفكر‭ ‬الهادم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬البناء‭ ‬المساعد‭ ‬على‭ ‬إرقاء‭ ‬المجتمع؟‭.. ‬أين‭ ‬ذهبت‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الموظف‭ ‬البسيط‭ ‬وربة‭ ‬المنزل‭ ‬وطلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬المكافحين؟‭..‬أليس‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬شرائح‭ ‬عريضة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬ولهم‭ ‬مشاكلهم‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬لتسليط‭ ‬الأضواء‭ ‬عليهم؟

‎لماذا‭ ‬صارت‭ ‬أغلب‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خيانات‭ ‬زوجية‭ ‬وشباب‭ ‬ضائع‭ ‬بلا‭ ‬هدف،‭ ‬وبلطجة‭ ‬مستمرة‭ ‬ونساء‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬لمحة‭ ‬من‭ ‬لمحات‭ ‬الرقي؟

‎هل‭ ‬صارت‭ ‬الدراما‭ ‬مجرد‭ ‬بوابة‭ ‬لبث‭ ‬العنف‭ ‬والقتل‭ ‬والبلطجة؟‭..‬

‎الرجاء‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬المسؤلين‭ ‬وصناع‭ ‬الدراما‭ ‬الإلتفات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يُقدم‭ ‬فالدولة‭ ‬تُبنى‭ ‬بمجهودات‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬ووجب‭ ‬على‭ ‬صناع‭ ‬الإبداع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إرقاء‭ ‬المجتمع‭ ‬بالفكر‭ ‬الواعي‭ ‬السليم‭ ‬لدعم‭ ‬الجهود‭ ‬السليمة‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬واعية‭ ‬بمجتمعٍ‭ ‬متعلمٍ‭ ‬وواعٍ‭ ‬بمباديء‭ ‬سليمة‭ ‬نقلتها‭ ‬له‭ ‬القرائح‭ ‬المبدعة‭ ‬في‭ ‬مصرنا‭ ‬الحبيبة‭.‬


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة