نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

نموذج «حياة خطاب»

نوال مصطفى

الأربعاء، 09 فبراير 2022 - 06:07 م

أثناء حفل توزيع جوائز مسابقة «إبداع» التى تقيمها وزارة الشباب والرياضة منذ عشر سنوات، وبالتحديد فى حفل النسخة السابعة منها، استوقفتنى سيدة وقورة، ملامحها طيبة ومألوفة، قالت لى: أنا بحاول ألاقيكى من سنين، والحمد لله لقيتك.

ابتسمت وقلت: خير يا افندم؟ قالت لى: مش انت اللى متبنية قضية سجينات الفقر والغارمات وأطفال السجينات؟ قلت لها: أيوه فعلاً أنا. قالت: أنا عايزة أساعد، وأشارك معك فى القضية الإنسانية المهمة دى، دول أطفالنا، ولازم نرعاهم ولا نتركهم فريسة سهلة لمعدومى الضمير. قلت لها فعلا وده شعارى فى الجمعية «سجن أم = تشريد أسرة».
 قالت لى: والستات دول غلطوا أو اتورطوا فى التوقيع على إيصالات أمانة، من غير ما يقدروا عواقب تصرفهم ولا حجم المشكلة اللى حيوقعوا نفسهم فيها. توقفت لحظة، ثم قالت: المهم أنا عايزة أساعدك فى الجمعية.

أسعدتنى مبادرتها النبيلة، وروحها المتعطشة لفعل الخير والعطاء النابع من القلب. وقتها لم أكن أعرفها، ظننت أنها من السيدات الفاضلات، اللاتى يحببن العمل الإنسانى فحسب. رحبت جدا بكلامها، وحديثنا الخاطف. تبادلنا أرقام التليفون على وعد بحديث تفصيلى، أكثر هدوءاً بعيداً عن صخب الاحتفال، نتكلم خلاله عن كيفية التعاون بيننا. وهذا ما حدث فى اليوم التالى مباشرة. كانت هذه السيدة هى الدكتورة حياة خطاب.

مضى على لقاء الصدفة هذا حوالى ثلاث سنوات، توطدت علاقتى بالدكتورة حياة واكتشفت فيها طاقات إبداع وعطاء بلا حدود. هى شخصية متواضعة إلى أقصى حد رغم أن لديها من الإنجازات ما يجعلها تمشى كالطاووس مباهية بما حققت فى سيرة حافلة بالنجاحات. فبعد حصولها على الدكتوراه فى الفلسفة فى العلوم السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، اختارتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حرم المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات لتكون مديرة مكتبها لمدة خمس عشرة سنة، بعدها عادت لعملها فى الجامعة كأستاذ إدارة أعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم التعليم المستمر، كذلك عملت كأستاذ إدارة أعمال بجامعة مصر الدولية، محاضر ومدرب بمركز إعداد القادة، وخبيرة موارد بشرية.
 دكتورة حياة خطاب هى أول امرأة تتولى رئاسة مجلس إدارة اللجنة البارالمبية فى مصر. كما حصلت على درع المرأة المثالية من اللجنة البارالمبية الدولية فى عام ٢٠١٩.

كنت أراها فى دورة الألعاب الأوليمبية أما لكل اللاعبين، ترعاهم بحب، وتشجعهم بحماس، وتبث فيهم الطاقة الإيجابية والانتماء للوطن، كذلك دعمت بشكل خاص المرأة من ذوى الهمم لتأخذ مكانها وتحصد الجوائز فى الرياضات المختلفة.

لذلك تم اختيارها عضوا فى لجنة مناقشة قانون الرياضة فى مجلس النواب، ثم  كعضو فى مجلس الشيوخ الحالى. تولت كذلك منصب أمين لجنة ذوى الإعاقة بمحافظة القاهرة عن حزب مستقبل وطن، واختيرت لتمثيل أفريقيا فى دورة طوكيو ٢٠٢١.

أما الشهادة واللقب الذى تعتز به فوق كل الألقاب فهو «أم الأبطال المعاقين» وهو ما أطلقه عليها اتحاد الثقافة الرياضية تقديرًا لعطائها المستمر، واختاروها الأم المثالية.

هذه الأيقونة الجميلة تعمل فى هدوء وتركيز من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية لأبطالنا من ذوى الاحتياجات الخاصة، حصلت على التكريم من جهات مختلفة داخل وخارج مصر، وأراها قدوة لكل امرأة مصرية تعمل بجدية وإخلاص من أجل النهوض بمجتمعها ووطنها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة