إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

الدرس النبيل من حفيد كنفانى ونجوى إبراهيم

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 05:58 م

مهما اختلفت الشعوب والثقافات ؛ تبقى كرة القدم لغة واحدة تجمع وتقرب وتلهم .. هذا ما تجلى فى كأس العالم للأندية فى أبو ظبى الأسبوع الماضى .. ومن يلاحظ تدفق الآلاف من الجماهير اللاتينية على العاصمة الاماراتية عبر أكثر من مائة رحلة طيران وتناغم هذه الجماهير البرازيلية مع الآلاف من الجماهير المصرية العاشقة والداعمة لناديها الأهلى وتفاعل الأشقاء بالامارات مع بطل مصر وافريقيا وانتصاراته وعروضه وجماهيره ، ثم اصطفاف لاعبى تشيلسى بطل اوروبا والعالم ، فى ممر شرفى ، تحية وتقديرا واحتراما للاعبى الأهلى وجهازهم الفنى عند مراسم التتويج ، وقيادات الفيفا تصفق لبطل مصر ؛ يدرك قيمة كرة القدم وأهميتها كأحد أهم مقومات القوى الناعمة المصرية ..

وكأن القدر أراد أن يكمل لنا هذه الصورة الرائعة عن كرة القدم وتأثيرها وأنها مهما بلغت صراعاتها كصناعة وتسويق واحتراف ؛ تبقى نشاطا انسانيا ممتعا يقدم للملايين ويلهم عشاقه ..فقد جمعتنا فى مطار أبوظبى عند العودة جلسة مع صبى صغير لم يزد عمره عن الخمسة عشر عاما ، قدمه لى والده وهو « حكم مروان كنفانى».. هذا الصبى أحمد هو حفيد الكابتن مروان كنفانى الفلسطينى حارس مرمى الأهلى فى الستينيات ومن ثم هو أيضا حفيد الاعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم إحدى أشهر وألمع مذيعات شاشة التليفزيون العربى ..
أحمد كنفانى الذى كان يلف جسمه بعلم الأهلى حكى لى والده عن تجربة انسانية رائعة ينفذها هذا الصبى المتميز دراسيا وأخلاقيا نراها درسا إنسانيا راقيا ونبيلا ..

أحمد ابن هذه الطبقة ميسورة الحال أشعره حبه الشديد للكرة بحاجة ملايين الاطفال والشباب للبس «جزمة كورة» يلعبون بها وينمون مهاراتهم ويعبرون عن قدراتهم. بعدما حرمتهم ظروف حياتهم وأسرهم من شراء حذاء كرة مناسب يرتدونه..
أحمد كنفانى ومنذ عامين سخر وقته وجهده وفكره لفكرة مشروع كروى خيرى بعنوان :”Give -A-Boot”

وذلك من خلال صندوق كبير يضعه فى مدخل كل كومباوند من المناطق الراقية لحث كل طفل وشاب لديه حذاء كرة لا يحتاجه أو تغير مقاسه بالتبرع به ، ويقوم أحمد كنفانى بجهد شخصى مدعوم من والده بجمع هذه الأحذية وتأهيلها وتلميعها ووضعها فى كيس لائق ومعه فانلة جديدة هدية وتقديمها للأطفال المحتاجين بمراكز الشباب بالقرى والمناطق الشعبية التى تحتاج للرعاية
وذلك من خلال مهرجانات كروية وتقديمها كجوائز تحفظ مشاعر ونفسية هؤلاء الأطفال ..

مشروع انسانى راق دشن له أحمد ووالده صفحة خيرية على مواقع التواصل الاجتماعى .. هو لايقبل أى دعم مالى أو تبرع من أحد .. فقط حذاء كرة وقال كنفانى الابن والحفيد على هذه الصفحة : « لاشئ يفوق شعور طفل يلعب كرة القدم بحذاء جيد .. للأسف معظم الأطفال فى بلدنا لا يعرفون هذا الشعور .. الأحذية الجيدة ستجعل الأطفال يلعبون أكثر. .. وهذا ما نريده «
بذمتكم .. فيه رسالة نبيلة لكرة القدم أحسن من كده ؟


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة