الجمعة، 18 فبراير 2022 - 07:06 م

لاشك أن هدف النجاح وحده لا يكفى لعبور الأزمات ومواجهة التحديات وإنما يجب أن تكون هناك إرادة للتحضير لهذا النجاح تعتمد على توظيف الإمكانيات واستغلال الفرص والموارد المتاحة ..

هكذا عبر مدرب كرة السلة الأمريكى بوبى نايت فى كلمة له تقول إن إرادة النجاح مهمة لكن الأهم منها إرادة التحضير للنجاح ، وهى الحكمة التى استعان بها المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى عندما تطرق إلى ما يقوم به وزير السياحة والآثار د. خالد العنانى الذى استضافه المجلس فى لقاء ناقش التحديات التى واجهت القطاع وكيف عاد البريق له وسط العديد من المطبات المتلاحقة .

والذى كلما فاق من أزمة أو كبوة تلاحقه أزمات أخرى ، فالجميع يعلم أن هذا القطاع عانى من كبوات طاحنة لأكثر من 11 عاما حيث تركت مصر مقعدها فى الصفوف الأولى ، وحتى بعد حالة الاستقرار وظهور بوادر لتعافيها جاءت كارثة سقوط الطائرة الروسية لتهبط السياحة إلى أدنى مستوياتها ، وما إن بدأت تستعيد العافية حتى ظهرت أزمة كورونا وما صاحبها من إغلاق للأجواء وتوقف حركة الطيران ومنع السفر وهو ما أدى لهبوط إيرادات الساحة بنحو 69٪ خلال 2020  وكأن الظروف كلها اجتمعت لتعيق انطلاق أهم العناصر الداعمة للاقتصاد على حد تعبير المهندس معتز رسلان .

ولكن كما قال تشى جيفارا  «يقولون الظروف أقوى وانا أقول الإصرار والتصميم أقوى» فقد كانت المقولة هى نهج وزارة السياحة  وخاصة أن الدولة لم تتوقف عن دعم  القطاع فى مواجهة التحديات التى كادت أن تعصف به . 

وبطبيعة الحال كان الوزير فى غنى عن إضافة المزيد بشأن استراتيجية مبتكرة انتهجتها الوزارة حيث نفذت العديد من الفعاليات الضخمة فى مقدمتها موكب المومياوات واحتفالية طريق الكباش والتى سلطت أنظار العالم على مصر لإظهار المقصد السياحى المصرى فى صورة غير تقليدية .

وقد أثمرت هذه الاستراتيجية وما صاحبها من حوافز تشجيعية للطيران ورسوم التأشيرات والرقابة على أسعار الفنادق والمطاعم بجانب التطوير المستمر فى البنية التحتية فى دفع حركة السياحة واستئناف حركة الطيران من روسيا ومن انجلترا لشرم الشيخ . ليس هذا فقط بل جاءت مصر ضمن أفضل 100 وجهة سياحية فى العالم والسابعة فى الشرق الأوسط وإفريقيا فى مؤشر أفضل المدن ، كما اختارت وكالة الإعلان لونلى بلانيت وهى أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم مصر ضمن أفضل 10 وجهات سياحية يمكن السفر إليها خلال العام الحالى .

وهو العام الذى سيشهد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون و200 عام على فك رموز الكتابة الهيروغليفية ، بالإضافة إلى افتتاح المتحف الكبير وهو الحدث الذى يترقبه العالم أجمع .. وكلها أحداث نأمل أن تؤدى لاستعادة مصر لمكانتها السياحية واستعادة أرقام ما قبل 2011 .