الأربعاء، 23 فبراير 2022 - 05:02 م

لم يبالغ الجنوب أفريقي بيتسو موسيمانى حين قال إنه لم ير فى الدنيا كلها جماهير مولعة بكرة القدم مثل الجمهور المصرى .. فهذا ما سبقه إليه هيكتور كوبر ومانويل حوزيه وأخيرا كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب .. الكل يجمع على تفرد الجماهير المصرية بالشغف الكبير بالكرة ..

وفى ترجمة واقعية لهذا الشغف ، أذهلنى ما لاحظته على طريق الصعيد الصحراوى الغربي ، حين كنت بعد ظهر الجمعة الماضى رفقة صديق العمر الناقد الرياضى محمد القوصي فى الطريق لبلدتنا ، وبينما كانت العاصفة الترابية العاتية تسد الطريق وتهدد حياة الناس ، وجدت الكثيرين يتوقفون بحثا عن كافتيريات تعرض مباراة الأهلى والهلال السودانى بالخرطوم .. سيارات كثيرة يتوقف أصحابها بكثرة، ليس هربا من العاصفة ولا احتماء من الأمطار، ولكن بحثا عن فرصة لمشاهدة المباراة ..

الشغف المصرى الخاص جدا بكرة القدم ، مازال يحتاج من القائمين على شئون الساحرة المستديرة بل الرياضة عامة الكثير من الجهد والفكر لتنظيم وتفعيل آليات صناعة كرة القدم وتحقيق العوائد الكافية والكبيرة منها لمصلحة البلد وعشاق المجنونة معا . نملك مقومات نظام كروى كبير وجاذب للاستثمارات وتعظيم الموارد.. شغف جماهيرى كبير عددا ونوعا. .. ومواهب فطرية متدفقة .. وإرث كروى كبير .. وتأثير لافت فى المحيط الإقليمي والقارى بل وسمعة عالمية هائلة .. ومن يتابع ردات فعل الأوساط الدولية المقدرة والاهتمام العربي الكبير جدا بالأهلى فى كأس العالم للأندية مؤخرا فى أبوظبي ؛ يدرك قيمة ما تملكه مصرنا الغالية من مكونات قوة ناعمة مؤثرة ومقومات صناعة كرة قدم جاذبة .. فهل نحن منتبهون ؟

وحسنا فعل وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحى لما تمكن بعد اجتماعات مع القيادات الأمنية من التوصل للسماح بحضور ٦٠ ألف مشجع لدعم المنتخب فى مباراته المهمة مع السنغال الشهر المقبل ، أملا فى تحقيق نتيجة تسهل من بلوغ نهائيات كأس العالم بالدوحة ، خاصة أن السنغال تستعد بجدية كبيرة وقد احتفل رئيس جمهوريتها هذا الأسبوع بافتتاح ستاد جديد فى داكار. ودعى للافتتاح عدد من رؤساء الدول ليكون هذا الملعب جاهزا لاحتضان مباراة الإياب بين مصر والسنغال . اهتمام رفيع المستوى لديهم ، فكان لابد من توفير دفعة جماهيرية كبيرة لمنتخبنا الوطنى وتتولى شركة تذكرتى الوطنية مهمة تنظيم طرح وبيع التذاكر مبكرا ..وفى السياق ذاته ، وإدراكا لقيمة وتأثير الحضور الجماهيرى ، نتمنى على المسئولين من القيادات الأمنية الوطنية والرياضية لو تم تعميم هذه الزيادة فى الحضور الجماهيرى على مباريات الأندية المصرية المشاركة فى بطولتى أفريقيا .. فكل من الأهلى والزمالك فى دورى الأبطال والمصرى وييراميدز فى الكونفيدرالية بحاجة ماسة لدعم جماهيرى كبير لا يقتصر على خمسة بضعة آلاف قليلة، كما هو مألوف ، ولكن مادام هو جمهور لفريق واحد ويخضع لكل الضوابط والاشتراطات الأمنية والتنظيمية والاحترازية ، ولديه القدرة على الالتزام و التعاون مع الجهات التنظيمية المسئولة فما المانع من سريان نفس الأعداد فى هذه المباريات القارية المهمة؟ ، ولتكن بداية جادة ومحسوبة لعودة الحياة للمدرجات بما يعزز ويعكس ما تحفل به بلادنا من استقرار وأمان ..
عشاق المجنونة يستحقون!