الجمعة، 25 فبراير 2022 - 06:50 م

اوكرانيا قلب العالم الملتهب منذ حشد القوات الروسية على الحدود واعلان الرئيس بوتين عملية عسكرية لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا والعالم مرتبك الكل يتحدث عن عقوبات قاسية على الروس لكن الجميع مرعوب من تداعيات العملية العسكرية الروسية على الاقتصاد العالمى وامدادات الطاقة.  الرئيس بوتين استقبل الاسبوع الماضى زعيمى منطقتى دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين واعترف الاربعاء الماضى باستقلالهما عن  أوكرانيا وبرر بوتين عمليته العسكرية لصد عدوان الجيش الأوكرانى على دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين.

الحقيقة ان امر ابعد من دعم المنطقتين الانفصاليتين فاوكرانيا منذ استقلالها عام  1991شكلت محور تجاذب بين الغرب وروسيا التى تشعر بالاستياء من تقارب اوكرانيا مع أوروبا وحلف الاطلنطى فى السنوات الأخيرة

روسيا وأوكرانيا كانتا قد وقعتا فى 31 مايو 1997 معاهدة صداقة وتعاون دون إزالة الغموض الذى يلف علاقة كييف مع حلف الناتو بينما تعارض موسكو بشدة انضمام أوكرانيا أو أى جمهورية سوفيتية أخرى إلى الحلف وتعد روسيا أهم شريك تجارى لكييف وتحتفظ بالسلاح الاقتصادى فى مواجهة أوكرانيا التى تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز الروسيين.

وبدأت الازمة فعليا عام 2008 فى قمة بوخارست حيث اتفق قادة دول الناتو على أن أوكرانيا ستنضم إلى الحلف وهو ما أثار غضب روسيا وخاض البلدان عدداً من الحروب السياسية والتجارية كان أهمها حربا الغاز.
وفى 2010 اطلق الرئيس الاوكرانى فيكتور يانوكوفيتش عملية تقارب مع روسيا فى نفس الوقت.

 لكن فى نوفمبر 2013 رفضت موسكو توقيع اوكرانيا لاتفاق مع الاتحاد الاوروبى وأعادت كييف إطلاق العلاقات الاقتصادية مع موسكو وادى ذلك الى اندلاع حركة احتجاجية شعبية مؤيدة لأوروبا وانتهت الانتفاضة فى فبراير 2014 برحيل يانوكوفيتش إلى روسيا ثم إقالته  وبعدها باقل من شهر وفى مارس من العام نفسه ضمت موسكو شبه الجزيرة وهو ما تسبب بأسوأ أزمة دبلوماسية بين الغرب وروسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي

وفى أبريل استولى الانفصاليون الموالون لروسيا على مواقع رئيسية فى دونباس شرق اوكرانيا وتحولت الاشتباكات إلى حرب فى مايو ومنذ 2014 أدى النزاع إلى سقوط أكثر من 14 ألف قتيل.
وتبقى الازمة الاوكرانية هى ازمة صراع على السيادة بين روسيا والغرب واوكرانيا مجرد حلقة بالقراع.