هالة العيسوي
هالة العيسوي


من وراء النافذة

عايز تاكل؟ كُل من قمحك

هالة العيسوي

الأربعاء، 09 مارس 2022 - 06:25 م

تستدعى الأزمة الأوكرانية - الروسية  مشاعر القلق والحذر من تداعياتها على أمننا الغذائى، لو طال أمد الحرب أكثر مما يمكن احتماله. فنحن أكبر مشترٍ للقمح المستورد، ولا نزرع إلا أقل من نصف القمح الذى نستهلكه، ونعتمد فى 80 فى المائة من قمحنا على المستورد من روسيا وأوكرانيا تحديدًا؛ وهما طرفا النزاع الأصليان. من ثم فإن أى أزمة، أو شح فى إمدادات القمح سيكون لها آثار مباشرة على رغيف العيش الذى تدعمه الحكومة بحوالى 5.5 مليار دولار حسب تصريح وزير التموين فى ديسمبر الماضى.

صحيح أن لدينا مخزونًا استراتيجيًا يكفى عدة أشهر كما طمأننا الوزير د.على مصيلحى، لكن الخوف يكمن فى التحديات التى قد نواجهها لو طال أمد الصراع. خاصة بعد أن أغلقت أوكرانيا موانئها الأسبوع الماضى، ومع أن روسيا تقول إن موانئها مستمرة فى العمل، إلا أن التجار يخشون من شراء القمح الروسى؛ خوفًا من تعطيل مبيعات الصادرات فى المستقبل نظرًا للعقوبات المفروضة على البنوك الروسية.

وحتى النظام الروسى الذى أعلن عنه الرئيس بوتين كبديل لنظام سويفت العالمى لم يجرب أو يثبت نجاحه بعد.


الصورة إذًا ضبابية، خاصة لو صح ما ذكره منذ أيام ويل تودمان، الزميل فى برنامج الشرق الأوسط فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن عن أن مصر اضطرت إلى إلغاء مناقصتها الأخيرة لاستيراد القمح بعد أن تلقت عرضًا واحدًا فقط للحبوب الفرنسية. هذا بالطبع يمكن أن يؤشر إلى تحديات كبيرة مع القمح إذا استمر الصراع، ويضع محاولات مصر لتنويع مصادر القمح، وجهودها لإيجاد إمدادات بديلة أمام تحدٍ أكبر.


 المشكلة لم تعد فى كيفية تدبير الأموال اللازمة لشراء القمح وحسب، لكنها باتت فى ضمان استمرار توريده حتى لو توفرت الأموال. الصراع الحالى ألقى بظلاله على العالم بأسره بعد أن قفزت أسعار القمح يوم الاثنين الماضى إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 13 عامًا وسط مخاوف بشأن المعروض العالمى. وحتى من قبل اندلاع الصراع، توقع مجلس الحبوب الدولى أن مخزونات القمح العالمية المتبقية من محصول العام الماضى ستنخفض فى يونيو إلى أدنى مستوياتها فى تسع سنوات وسط تراجع الإنتاج العالمى. وقد تؤدى العقوبات الأمريكية التى تمنع إمدادات البوتاس المستخدمة فى الأسمدة من بيلاروسيا إلى خفض غلة المحاصيل العالمية، مما يؤدى إلى زيادة شح الإمدادات.

كل هذا يجرنا طوعًا أو كرهًا لسرعة العمل للتخلص تدريجيًا من الاعتماد على الخارج وتحقيق الاستقلال الغذائى وضرورة العودة للتفكير فى تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتى من محصول القمح، وقد أثبتت عدة تجارب فردية نجاح زراعة القمح فى أصعب ظروف الأرض قسوة وبأقل قدر من المياه. كذلك تشجيع التحول إلى بدائل مناسبة من الحبوب، لتعويض العجز فى إنتاج القمح.


 يا أهل الخير: إلا رغيف العيش..


 وعلى رأى الشاعر جمال بخيت والفنان على الحجار عايز تاكل كل من قمحك.. عايز تعزف اعزف سيكا.. أرضك واحدة وربك واحد.. لا تروح روسيا ولا أمريكا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة