محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

حرب لايريدها العالم

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 11 مارس 2022 - 06:54 م

العالم مازال يعيش صدمة كبرى نتيجة الغزو الروسى لأوكرانيا رغم توقع الجميع حدوثه قبل عدة اشهر وحدوثه ربما بأقل بكثير فى عام 2014 حتى ان الرئيس الامريكى بايدن وأعضاء إدارته كانوا يتوقعونه لكن الحقيقة ان العمليات العسكرية الروسية شكلت مفاجأة كبرى حتى للذين توقعوه ولم يصدقوا أنه سيحدث ابدا وبهذه الطريقة المرعبة لكنه حدث و بدأت تتسع الفجوة بين رؤية البيت الابيض للعالم والواقع الفعلى فى القرن الحالى مع بزوغ الاطماع الصينية والاهداف الروسية.

وبات السؤال الصعب هل واشنطن تحارب من أجل القضايا الخطأ وهل غيرت استراتيجيتها وهل سيكون العالم افضل بدون القطب الواحد ام ان العالم يحتاج امريكا القوية والحقيقة أنه لو كانت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون أكثر ثقة وتماسكاً وتوحدا لتردد بوتين فى غزو أوكرانيا لكن واشنطن اليوم مشتتة اكثر من اى وقت مضى وتخلت عن قضايا حيوية دولية وتركز على قضايا اخرى مثل التجارة والسياسة الاقتصادية وقضايا داخلية.

حتى الرئيس بوتين يتحدث فقط عن ابعاد حلف الناتو عن الاراضى السوفيتية القديمة خاصة اوكرانيا وربما استغل تراجع الدور لأمريكا فى تكرار فعلته عام 2014عندما ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا واستغل تقاربه مع الرئيس الصينى الذى يقف معه فى صف المارقين من وجهة النظر الامريكية وبات بايدن فى مواجهة اثنتين من كبرى القوى النووية فى العالم وهما روسيا والصين واللتان تنظران إلى أوروبا وامريكا باعتبارهما عدوين حقيقيين أو محتملين وبات العالم أشد خطورة ومن المحتمل أن تزداد خطورة العالم خلال الأسابيع والشهور المقبلة وفقا لتطورات الاوضاع فى اوكرانيا و مستقبل كييف الآن قد يخضع لروسيا مع وجود قواتها على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو.

اليوم العالم يعيش حالة من القلق بسبب التهور الروسى والتمرد الصينى وعجز امريكى وتراجع عن دورها فى الكثير من القضايا الدولية ومن المؤكد ان حرب اوكرانيا ستنتهى قريبا ولن تكون هناك حرب عالمية ثالثة لأنها ستكون نووية مدمرة ولن يربح فيها احد ولايريدها احد لكن المؤكد ان الغزو الروسى لأوكرانيا سيخلق عالما جديدا متعدد القوى.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة