غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدًا

صداع فى رأس أمريكا

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 06:16 م

بعيدًا عن الحرب المعلنة بين روسيا وأوكرانيا، تدور حرب أخرى باردة بين أمريكا والصين.
كلتاهما تخوض المعركة عن بعد، تتابع وتراقب، وتشجع وتحفز وتدفع حليفها من خلف الكواليس لما يخدم مصالحها.
 لكن الصين تخوض حرب الكواليس بحرفنة سياسية تحسد عليها، فرغم تأييدها لروسيا، فى معارضة انضمام أوكرانيا لحزب الناتو، ورفض توسعاته جهة الشرق، إلا أن تأييدها لا يتجاوز التصريحات الدبلوماسية الداعمة لحقها وحق روسيا فى الخوف على أمنهما القومى،، لكنها حريصة طول الوقت على تأكيد دعمها الثابت لسيادة أوكرانيا، وكأنها تمهد لنواياها فى ضم تايوان حينما تحين اللحظة، وتسعى لأن يعاملها العالم بالمثل بعدم التدخل فى شئونها.

كثير من الخبراء يرون بالفعل أن الغزو الروسى لأوكرانيا قد يشجع الصين على مهاجمة تايوان التى تراها مقاطعة لابد من ضمها يوما ما إلى الأراضى الصينية، ويتساءل الخبراء عما سيكون عليه رد فعل الدول الغربية فى حال قيام الصين بغزو تايوان.

تواصل الصين أيضا دهاءها السياسى، بحرصها على تجميل وجهها، وإعلان دعمها للحوار والمفاوضات السياسية بين روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى تسوية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار، بل وتعلن استعدادها لبذل قصارى جهودها الدبلوماسية لتحقيق السلام.
 لكنها رغم كل ذلك رفضت إدانة روسيا، كما رفضت تأييد العقوبات، وتحججت بأن العقوبات تفتقر إلى الأساس القانونى، والحقيقة أن الصين من أكبر المشترين للنفط والغاز الروسيين، ولن تضر بمصالحها الاقتصادية، بل قالتها صريحة: «سنستمر فى التبادلات الاقتصادية والتجارية والمالية كالمعتاد مع كل الأطراف».

الصين «تلعبها بذكاء»، ترعى مصالحها كاملة، وتسعى فى نفس الوقت لتحسين صورتها أمام العالم، وتنتهز الفرصة للنيل من أمريكا.
 تصر الصين أن تقول للعالم لسنا دعاة حرب، ولا تكتفى هنا بالتلميح بإدانة أمريكا، بل تطلق اتهاماتها المباشرة لمنافستها اللدود أمريكا بأنها المسئول الأول عن اندلاع الحرب وتأجيج الصراع فى أوكرانيا، وتذكر العالم فى كل مناسبة، بصفقات أمريكا لبيع الأسلحة لأوكرانيا بما قيمته 1٫5 مليار دولار.

أما أمريكا فتواجه مرحلة صعبة، فأمامها الآن عدوان وحليفان أيضا، وكما يقول بعض العقلاء من الساسة الأمريكيين إنه من الخطأ أن تتعامل أمريكا مع الصين وروسيا كمشكلتين مستقلتين، ولكن المؤكد أن الصين هى الصداع الأكبر فى رأس أمريكا، التى أصبحت تثق أنها الدولة الوحيدة التى تمتلك القوة العسكرية والاقتصادية القادرة على تحدى النظام الدولى الذى تقوده، وتخشى أمريكا إذا تمكنت روسيا من الإفلات من العقاب فى أوروبا، أنه ريمكن للصين أن تحظى بنفس المعاملة عند غزوها تايوان. ونعود لنصيحة حكماء أمريكا الذين يرون الحل الوحيد أن تتبنى أمريكا استراتيجية للجمع بين مواجهة الدولتين معا وليس الخيار بينهما. فهل تنجح أمريكا فى التخلص من الصداع الصينى؟.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة