إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

راح.. راح!

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 30 مارس 2022 - 05:45 م

هكذا شعرت الملايين من الجماهير بالحزن والحسرة وهى تتلقى صدمة خروج المنتخب الوطنى من تصفيات كأس العالم بطعنات الحظ الترجيحية، وما زاد الطين بلة أن الإخفاق جاء على يد أو قدم السنغال التى كانت قد خطفت منا كأس الأمم الأفريقية قبل شهور فى الكاميرون وبنفس السيناريو الصادم..

الجماهير ألجمتها طعنات الحظ الترجيحية التى اغتالت حلم المونديال فى لحظة ليردد الجميع مع نفسه كلمات مرسى جميل عزيز التى شدا بها العندليب عبد الحليم حافظ: راح.. راح.. خد أملى وراح!  كنا نطمح لمشاركة مونديالية جيدة خصوصا فى ظل إقامتها فى قطر نوفمبر القادم وكنا نطمئن فى مساندة جماهيرية مصرية وعربية كبيرة تدفع بالنجم العالمى الكبير محمد صلاح وزملائه للأمام ويؤسسون لبناء كروى جديد وجاد.. ولكن فى لحظة وركلة وطعنة كل شيء راح.. راح!

الخطأ الحقيقى والمتكرر للأسف هو أن يعتبر اتحاد الكرة أن تغيير مدرب يكفى لامتصاص الغضب وعلاج الوجع، دون مواجهة حقيقية لكثير من عيوب ومهازل نظامنا الكروى المهترئ..

كيروش أخطأ كثيرا سواء فى اختياراته أو تغييراته أو إدارته للمباراتين مع السنغال، ومشكلته أنه متحفظ كثيرا. فى أسلوبه الدفاعى وكرته الجبانة.. وخطأ أن يبقى ويستمر على سياسته هذه.. نعم هو مدرب كبير. لكننا لا نراه رجل المرحلة القادمة التى تحتاج لتطوير الفكر الكروى وفرض هيبة الفريق وتنشيط قدراته الهجومية.. ولعب كورة بجد!
كرموه واشكروه وابحثوا عن مدرب أجنبى بفكر مختلف وقدرات مناسبة وطموح جديد.. الدنيا مليانة..
والخطر الحقيقى هو ترك بقية جوانب النظام الكروى على ما هى عليه من عشوائية وارتجالية...

مطلوب من مجلس إدارة اتحاد الكرة، إن كان يريد إصلاحا جادا أن يعكف على إعداد وإعلان مشروع تطوير حقيقى متعدد الجوانب.. فى المسابقات واللجان والمنتخبات ورعاية النشء وتسهيل عملية خروجهم للاحتراف الخارجى الذى لا يجب أبدا اعتباره وحده الحل السحرى والناجز.. فهناك دول كثيرة لا تتأهل للمونديال برغم وفرة أبنائها بالخارج، فالنظرة يجب أن تكون شاملة للوصول لنظام شامل يفرز ويثمر عناصر واعدة تخرج للاحتراف من خلال أندية قوية تتنافس فى مسابقات منضبطة بقواعد ولوائح صارمة وجداول مستقرة وروابط محترفة ومحترمة تشكل فى المجمل مقومات صناعة كرة قدم حقيقية تحفظ قيمة الكرة المصرية وريادتها وسيادتها.. 

ويبقى ما حدث فى السنغال من شغب جماهيرى وقلة أدب وسفالة ضد لاعبينا خصوصا العالمى محمد صلاح تحولا سلبيا يحتاج للنظر فيه، فلم يكن الجمهور السنغالى بهذه الكيفية أبدا. وربما مستهم الغيرة على نجمهم المحبوب ساديو مانى من تفوق وتميز صلاح فى ليفربول، فوجدوها فرصة لتصفية حسابات نفسية وزاد من غضبتهم وسلوكهم العنيف هذا التصريح المتخلف للمدرب أليو سيسيه الذى دعاهم ودفعهم للغضب والتعصب والانفلات.. وكان يمكن أن يكون ردنا فى الملعب مختلفا لكن صلاح للأسف لم يحضر!  هذه فرصة للإصلاح. الشامل، ربما، أو غالبا، ستضيع كما ضاعت الكثير من مثل هذه الفرص التى طواها النسيان بعد امتصاص الصدمة.. ونرجع تانى نغنى: راح.. راح!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة