نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

جمعية هواة جلد الذات

نوال مصطفى

الأربعاء، 30 مارس 2022 - 06:02 م

لا أستطيع أن أقول إننى لم أحزن على خسارة مصر أمام السنغال ليلة الثلاثاء الماضى، فى مباراة الإياب للتأهل لكأس العالم، لكنى فى الوقت نفسه لا ألوم اللاعبين ولا المدرب حديث العهد بفريقه على تلك النتيجة.

فرق أكبر وصاحبة تاريخ حافل فى كرة القدم خرجت من السباق ولم تتأهل، على رأسها إيطاليا الحاصلة على بطولة العالم لكرة القدم أربع مرات، والجزائر بطلة العرب، وغيرهما. طبيعى أن نحزن من منطلق إحساسنا الوطنى، ورغبتنا الأكيدة فى الصعود، والأمل الذى ملأ القلوب، وتتطلعت إليه الملايين من محبى الساحرة المستديرة. لكن الرياضة مكسب وخسارة، والروح الرياضية أساسها أن تتقبل الهزيمة بنفس القدر الذى تتطلع فيه إلى النصر.

لابد أن نعترف أن منتخبنا الوطنى فى حاجة إلى إعداد جيد، والمدرب كيروش صاحب التاريخ الطويل والإنجازات الكبيرة كمدرب يحتاج إلى وقت كافٍ لإعداد فريق قوى من نجومنا، والنجاح فى خلق حالة هارمونى بين لاعبيه.

لذلك أنا ضد الرأى الذى يرى ضرورة رحيل كيروش بعد نهاية عقده، أى الآن. ومع الرأى الذى يرى أنه مدرب قوى لكنه يحتاج إلى وقت، وإمكانيات تمكنه من تشكيل منتخب وطنى قوى متناغم، متفاهم، قادر على المنافسة فى البطولات العالمية.

لكننى أرى أن المندبة قد نصبت، وتوجيه الاتهامات للاعبين والمدرب قد أعدت، والسوشيال ميديا فتح محاكمة لكل من شارك فى المباراة بلا منطق، أو عدل. يكفى الجو النفسى الذى عاشه الفريق المصرى فى السنغال من ضغط جماهيرى كبير، وتوجيه الليزر إلى أعين اللاعبين حتى يفقدوا تركيزهم، وظهر هذا واضحا أثناء ضربات الترجيح. ورأينا كيف واجه نجمنا محمد صلاح إساءة فجة ووقحة من الجماهير السنغالية التى سبته فى لافتات معلقة فى الملعب بألفاظ يعاقب عليها القانون.

زجاجات المياه التى ألقيت على اللاعبين المصريين، وخاصة نجمنا محمد الشناوى، و شكواه لحكم المباراة الذى لم يهتم بهذه الشكوى، ولم يتحرك. حتى استخدام الليزر الممنوع استخدامه فى الملاعب فى لوائح الفيفا كان موجودًا من أول المباراة حتى آخرها فى منظر مستفز، لا يمت للأخلاق بصلة.

لذلك لا ينبغى أن نجلد أنفسنا، ولا أن نقيم المنادب، بل أن نشكر اللاعبين على الجهد الذى بذلوه، وشرف المحاولة التى خاضوها بكل شجاعة ووطنية. ويجب ألا ننسى أن منتخب السنغال هو الفريق المصنف رقم واحد إفريقياً، وأن الفوز حتى آخر لحظة كان رهناً لضربات الحظ الترجيحية، النتيجة كانت التعادل حتى اللحظات الأخيرة، واحد هنا وواحد هناك، أى أن الكفاح ومحاولة الوصول تمت بندية كاملة بين الفريقين، لكن القدر هو من كتب كلمة النهاية الحزينة بالنسبة لنا، والسعيدة المحلقة بالفرحة بالنسبة لهم.

أتمنى أن نلملم مشاعر الحزن والإحباط، ونحولها إلى طاقة أمل وعمل جاد لدعم منتخبنا الوطنى، نشكره على أدائه المشرف، ونطالب بتجديد عقد المدرب حتى يكمل مهمته الأساسية التى تسبق الوصول إلى كأس العالم فى رأيى وهى بناء منتخب وطنى قوى، وجاهز لخوض البطولات العالمية.

هارد لك لمصر ومبروك للسنغال التى سوف تمثل أفريقيا مع تونس والمغرب وغانا والكاميرون، ونحن أيضا جزء من أفريقيا بانتمائنا العربى والإفريقى، والمطلوب الآن أن نشجع بكل حماس ومحبة تلك الفرق العربية والإفريقية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة