حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

بعد ضـياع تـذكـرة المونديال مـطلـوب دراسة جادة للنهوض بالمنتخب الوطنى

الأخبار

الخميس، 31 مارس 2022 - 06:58 م

خسرنا تذكرة الذهاب الى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر من القاهرة قبل أن نخسر بضربات الترجيح 1/3 بداكار .. لم يكن يكفى أن نفوز بهدف يتيم باستاد القاهرة رغم أننا أحرزناه فى الدقائق الأولى من المباراة وكان علينا تعزيزه بهدف أو بهدفين آخرين لنضمن ألا نذهب إلى مهزلة ضربات الجزاء الترجيحية التى رأينا فيها نجومنا وقعوا فى شراك الخوف من امتياز الحارس السنغالى ميندى وما صاحبه من دعاية هائلة من كونه أحسن حارس مرمى فى العالم .. 


وكان يجب أن نعلم أن الهزيمة بهدف واحد تكفى السنغال لتحقيق هدفها فى الاحتكام لضربات الجزاء وهى فى الغالب سترجح كفتها وسط الشحن المعنوى الرهيب للجماهير التى أحاطت بالمنتخب المصرى فى الطرق والتدريبات وأثناء المباراة بأضواء الليزر التى وجهت نحو أعين لاعبينا خلال الضربات الترجيحية وزجاجات المياه البلاستيك التى ألقيت خلف مرمى محمد الشناوى الحارس المصرى ..


وإذا كان كارلوس كيروش المدير الفنى البرتغالى للمنتخب قد أعلن أنه سيرحل عن الفريق ويترك مهمته بعد فشله فى إنجاز التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 ، فإنه يكون قد فعل خيراً منهياً الجدل الذى لم يتوقف منذ أن تولى مهمته فيما يتعلق باختيار عناصر المنتخب وإصراره على استبعاد عدد من اللاعبين الذين يرى البعض أن وجودهم كان ضرورياً ومهما لربط « صواميل « الفريق دفاعاً وهجوماً ، وعندما تراجع واستعان ببعضهم كان ذلك لفترات محدودة ثم أخرجهم مما أصابهم بالإحباط مثلما فعل مع محمد شريف مهاجم الأهلى الذى لعب عشر دقائق فقط وأخرجه غير مأسوف عليه !! ..

وعندما أصيب عدد من أعمدة الدفاع استعان بعدد من اللاعبين من خارج دائرة الاحتكاك المحلى مثل رامى ربيعة الذى أصيب بعد فترة قصيرة من مباراة العودة مع السنغال فى داكار !! .. 


ورغم خروج المنتخب الوطنى من نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون بعد الخسارة فى النهائى أمام السنغال بضربات الجزاء الترجيحية ثم خسارته أمام السنغال أيضا فى ختام الدور الأخير لتصفيات كأس العالم بعد أن حسمت ضربات الجزاء الموقف لصالح السنغال ، فإن المنتخب المصرى يمتلك عزيمة وإصرارا كاملين للتغلب على أخطاء المدير الفنى فى إختيار العناصر الواجب انضمامها للفريق وعلى قراراته فى تنفيذ بعض النواحى المصيرية فى سير المباراة فى الأوقات الحرجة كما فعل مع النجم الدولى محمد صلاح الذى اختاره لتسديد ضربة الجزاء الأولى أمام السنغال وكان يجب الإبقاء عليه للضربة الأخيرة ، كما أن طريقة اللعب التى أدى بها المنتخب أضاعت جهود لاعبيه ولم تظهرها بالصورة المنتظرة ..


والغريب حقاً أن كثيرا من المتابعين والمعلقين وقعوا أسرى للساحر كارلوس كيروش واعتقدوا أنه الوحيد الذى بيده الوصول بالمنتخب الى نهائيات كأس العالم وأنه لا ينطق إلا سحراً كما أطلق هو على أداء المنتخب وقال إن « أداءه ساحر « .. واختفى هذا السحر على فترات شوطى مباراة داكار يوم الثلاثاء الماضى..


 وبعد ضياع فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم يجب أن يعيد اتحاد الكرة بمجلسه الجديد دراسة الأوضاع فى الساحة الكروية المصرية من كافة جوانبها ووضع سياسة جديدة لبناء المنتخب الوطنى الأول وباقى المنتخبات الوطنية على أسس علمية ويمكن الاستعانة بمدرسة من المدارس الكروية العالمية كما فعلنا فى السابق لأن كرة القدم اللعبة الشعبية التى يجتذب الملايين من أبناء هذا الشعب ، ويمكن أن تكون عاملاً مهما من النواحى السياسية والاقتصادية ..  

ورغم أن مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى قد جاء بالانتخاب ، فإن على أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسها وزارة الشباب أن تتابع أنشطة هذا المجلس وأيضا الأجهزة التشريعية لضمان سير منظومة كرة القدم بالصورة التى يتمناها الجميع للعبة الشعبية الأولى .. 


والمطلوب متابعة حقيقية وجادة من جميع أجهزة الدولة لمجلس إدارة اتحاد الكرة وتشكيل لجان بحث وتحقيق للوصول إلى الأسباب الحقيقية التى أدت بنا الى خسارة بطولة كأس الأمم الأفريقية وضياع تذكرة التأهل الى نهائيات كأس العالم القادمة خلال الفترة الأخيرة ، والقرارات المتضاربة التى صاحبت اختيار المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول ، وخطة المنتخبات الوطنية للمراحل تحت السن ، وأن تكون هناك متابعة مستمرة للدولة فى الإشراف على المنتخبات الوطنية .. 


أقول هذا من إحساسى العميق بعلامات ودلالات الحزن العميق الذى أصاب قطاعات كبيرة من جماهير الكرة المصرية والذين باتوا ليلة الثلاثاء الماضى فى حالة لا يمكن وصفها من الحزن البالغ ، ويمكن وصف تلك الحالة باللغة العامية « النكد الشديد « ..  أقول قولى هذا وأنا مصر على طلب تشكيل لجنة حكومية فنية من وزارة الشباب واتحاد الكرة وممثلين عن الهيئات التشريعية لبحث نتائج المنتخبات فى الفترة الأخيرة ووضع خطة عمل للفترة القادمة على المستويين العاجلة والآجلة ..
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة