أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي


أرمنيوس المنياوي يكتب: شارع الصحافة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 أبريل 2022 - 11:13 ص

لا يمكنني المرور من شارع الجلاء مترجلا أو مستقلا سيارة إلا وأنظر إلى المبني العتيق ..مبني مؤسسة أخبار اليوم ..في شارع سيظل الأشهر بين شوارع مصر على مر الزمان  ..شارع الصحافة ..في هذا الشارع شهد خطوات أقدام عمالقة الصحافة في مصر ..كل بقعة في الشارع تستحق فيمن يقدر تلك المهنة العظيمة أن يتأملها مرارا وتكرارا ..لأنها شهدت مرور من شكلوا وجدان أجيال عظيمة في تاريخ الأوطان .. حقا الموضوع يستحق مني العديد من المقالات البحثية والإستقصاء الصحفي لاحقا إن شاء الله.

والحقيقة لقد تشرفت من قبل أنني كنت واحدا من أبناء دار مؤسسة أخبار اليوم وهي إحدى المؤسسات الرائدة في مجال الصحافة ليس في مصر بل في منطقة الشرق الأوسط قاطبة وأشعر بفخر شديد أن أحد أبنائي جيلي يتبوأ مكانة كبيرة فيها ضمن سلسلة عظماء أخبار اليوم السابقين الذين توافدوا عليها هو صديقي وأخي وعشرة العمر الكاتب الصحفي الأستاذ جمال الشناوي وشهادتي في حقه هي شهادة مجروحة لما بيننا من مشوار صحفي طويل ممتد وحافل يحتاج لعدة مقالات لاحقا ..لكن ما أن تحادثت معه على حنيني للمؤسسة وكتابة مقاله في موقعها الرائد والذي يترأس تحريره صديقي الذي وجدته مرحبا بي وهذا ليس جديدا عليه قائلا لي : أكتب ..وأعتقد أن هذا هو  الرصيد الحقيقي بين الناس والذي أعيش به في مسيرة عملي في بلاط صاحبة الجلالة.

 ما رأيته من أبو عمر صديق رحلة الكفاح جمال الشناوي وحتى عندما تركت الدار ورسى بي الحال في دار التحرير للصحافة والطباعة والنشر ( دار جريدة الجمهورية ) كنائب لرئيس التحرير  لم تنقطع علاقتنا ببعضنا البعض .. تقريبا كل زملائي وأصدقائي في مؤسسة أخبار اليوم ..وأتصور أنها كانت من الفترات الجميلة والرائعة في حياتي الصحفية  ..تعلمت خلالها فنون العمل الصحفي ورأيت فيها كل ألوان الطيف من الأفكار والتي كانت نتاج كتاب كبار أقتربت منهم وتعلمت على أيديهم. وسوف يظل التاريخ وعبر كل الأجيال يذكر مع حفظ الألقاب الأخوان مصطفي وعلي أمين وإبراهيم سعدة وموسى صبري وسعيد سنبل وسمير عبد القادر وجلال عارف ومحمود صلاح وسمير توفيق وسعيد أبو العينين وياسر رزق ومحمد وجدي قنديل وآخرين ..حفروا أسمائهم بحروف من ألماظ ..علمونا كيف نحب صاحبة الجلالة وكيف نحب الكلمة الصادقة والواعدة وتركوا فينا قيم جميلة وأرسوا بيننا مبادئ وفن العمل الصحفي ..تلك المبادئ التي  نعود إليها عندما يأخذنا الحال بعيدا ..فالصحافة هم ..هم وطن ..هم تشكيل وجدان الشعوب ..هم إدراك الوعي بين الناس ..هم إشعال شمعة في الظلام ..هم خلق حالة التعايش السلمي بين الناس ..هم وضع ضوابط وخرائط طرق للسير عليها وقت أزمات الأوطان ..هم خلق حالة حوار بين الناس بطبقاتها المختلفة عندما تلوح في الأفق ثمة معطلات تعوق تقدم وتنمية البلاد ..الصحافة متعة لمن يتخذها رسالة وليست وظيفة..الصحافة هي غربال الحياة ..هي تنقي الأوطان من الشوائب وتفرز  الغث من السمين .. مشوار أي صحفي أو كاتب يبدأ من حيث ينتهي الأخرين ..الصحافة مهنة وطن ..وأعني تماما ما أقصده بكلمة مهنة وطن ..هي حائط الصد لكل ما تتعرض له الأوطان ..الصحافة هي جهاز المعلومات المرئي المكتوب ..ومن ثم علينا أن نتحسس الخطئ جيدا قبل أن نسطر كلماتنا تجاه الوطن والعباد ..والآن نبدأ في تسطير أول مقالاتي ولكن  يوم الجمعة القادمة تحت عنوان صباح الجمعة لعلني أكون إضافة لقراء دار مؤسسة أخبار اليوم الجميلة


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة