رانيا هلال
رانيا هلال


الحياة بعد السحور

أخبار الأدب

الأحد، 03 أبريل 2022 - 04:40 م

شهر رمضان هو البهجة الخالصة التى أنتظرها من العام للعام فكيف لا أعد له العدة وأقيم له الطقوس الخاصة به، لا أبالغ إن قلت إن لهذا الشهر فتوحات وبركات حتى فيما يخص الكتابة.


ككاتبة وأم عاملة، يُلقى على عاتقى الكثير من المسئوليات طوال العام وتتضاعف تلك المسئوليات فى الشهر الكريم، ولكن فيما يخص الكتابة أشعر أن بركة ما تحل على أوقاتى كما حدث منذ عامين.


أصابتنى قفلة كتابية لأربع سنوات بعد أن حصلت على جائزة ساويرس عن مجموعتى القصصية «دوار البر»، وحاولت بشتى الطرق معالجتها وهو ما لم يحدث، لكن فى رمضان 2020 ورغم إنهاك اليوم ما بين إعداد الإفطار والسحور ومذاكرة دروس الأولاد معهم ومتابعة عملى ومهام المنزل، وجدت الكتابة طريقها إلى صفحتى البيضاء من سنين.


كان الوقت الأقرب لقلبى وقلمى هو بعد تناول وجبة السحور مع أسرتي، فبعدها تنتهى التزاماتى المنزلية ويصبح الوقت ملكاً لى ويجافينى النوم انتظاراً لصلاة الفجر حاضر، رق قلب جنى الإلهام وهمس لى فكتبت. داومت على الكتابة اليومية فى نفس التوقيت لثلاثين يومًا كنت حينها أنشر ما أكتبه على صفحتى بـ «الفيسبوك» بشكل متتابع ومرقم، كنوع من التوريط لنفسي، وبنهاية الشهر الكريم كانت اكتملت متتالية قصصية بعنوان «خلف الظل بعشر خطوات» وهى الآن بمطابع الهيئة العامة لقصور الثقافة بانتظار الطبع والنشر.


أشعر أنه شهر التفريغ/ الكتابة، لا الشحن/ القراءة، نظراً لكم المشاعر والتأملات والممارسات الروحية التى تشحن الروح بطبيعة الحال أكثر من أى شهر آخر.


أحرص على التفرغ الساعة قبل الإفطار أتطلع عبر نافذتى وأرى المساحة حولي، الكل فى حالة انتظار وتأهب، وبالتالى فى حالة سكون، ما يتيح لروحى التنفس واستمراء مفردات الكون الساكنة على مهل، تتشربها روحى وعقلى وتتشكل أفكار آتية على استحياء تراودنى عن نفسها، لأقرر إن كنت سأمنحها الفرصة أم لا.


أرى فى نهار رمضان ما يشبه الماراثون، سباق محموم للوفاء بكل المسئوليات بما فيها الدينية، خاصة الثلث الأخير منه، محاولات لتقفى أثر الهدوء والغوص للداخل عميقاً لكشف جديد أو إدراك لمعنى قديم بثوب جديد.


قلبى مع الكاتبات الأمهات ربات البيوت والعاملات مثلي، ممن يعرفن ويقدرن مسئولياتهن تجاه أسرهن أو عائلاتهن، وفى نفس الوقت يتملكهن إحساس بالذنب تجاه التزامهنَّ بالكتابة والقراءة فى ظل الطقوس التى لا يكتمل شهر رمضان إلا بها.

اقرأ ايضا | الكتابة في رمضان.. من يكسر الإيقاع دون نشاز؟


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة