محمد سلطان
محمد سلطان


كلامي

الاختيار.. أنت البطل

محمد سلطان

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 05:25 م

نجح «الاختيار» فى أن يفرض وجوده كأحد مظاهر شهر رمضان وليس عملا فنيا مميزا فقط وباتت تفاصيل المسلسل وتسجيلاته وتسريباته حديث الشارع على مدار أيام الشهر الكريم.

وأعتقد أن أبرز عناصر تميز «الاختيار» يتمثل فى عبقرية المزج بين التوثيق والدراما والقدرة على تحقيق المعادلة الصعبة بانسيابية من خلال تضفير المشاهد التى تتضمن حقائق ووقائع مثبتة بالصوت والصورة لتضفى على العمل مصداقية تخاطب العقل وتنمى الوعى وتسلط الضوء على قضايا شائكة وتفرز أدوار الشخوص الواقعية لأحداث مازالت ساخنة وعالقة بذاكرة المصريين وتكشف الستار عن التفاصيل والأسرار الخطيرة التى عاشها الوطن فى فترة تاريخية حرجة والتى كان كثير منها مجهولا للشعب ومع كل هذه المادة التى تصنف فى علم الدراما التليفزيونية بالمواد الجافة حرص المؤلف والمخرج على نسج خيوط دراميه تغلفها المواقف الإنسانية واللمسات التى تخاطب الوجدان بمشاهد تعكس هموم الشخصيات سواء كانت للأبطال الرئيسيين أو الأدوار الثانوية فكانت هذه المشاهد بمثابة الاستراحة النفسية التى يلتقط فيها المشاهد أنفاسه من تتابع الأحداث الساخنة السياسة والصراعات السياسية والمؤامرات التى حاكها أعداء الوطن دون أن تخرج هذه المشاهد عن السياق بل جاءت بحرفية لتخدم الخط الرئيسى للعمل وتسهل وصول المضمون إلى عقل وقلب المشاهد بدون تكلف ومبالغة جعلت كل مشاهد للعمل واحدا من أبطاله.

يرى نفسه فيما يتابعه من خلال الشخصيات المتنوعة من مختلف الطبقات والمهن بالمجتمع فهذا ضابط وطنى غيور على بلده وهؤلاء شباب ثائر وهذه أسرة مسيحية وذلك موظف مظلوم وهذا بائع بارت بضاعته وسائق بسيط ومستشار بالمعاش وتلك أسرة مكلومة فى أحد أفرادها وغيرهم كثيرون أنا وأنت وهى وهؤلاء من كل أهل مصر الذين عاصروا تلك الأحداث وعايشوها وتجرعوا مرارتها وظلمة أيامها وسيطرت عليهم رائحة الموت والمولوتوف حتى تحولت أحلام المستقبل لكوابيس فى النوم واليقظة وطغى الهم والحزن والقلق على وطن طال غروبه انتظارا لشروق الشمس التى لم تعد إلا بسواعد وعقول رجال مخلصين يكسون أشعتها دماء شهداء زكية.. ولذلك يا أيها المواطن كنت ومازالت وستظل دائماً «أنت البطل».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة