إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

«عد غنماتك يا جحا» !

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 13 أبريل 2022 - 04:59 م

اختلفت ردود الفعل المتخصصة والجماهيرية  تجاه قرار اتحاد الكرة بتعيين الكابتن إيهاب جلال مديرا فنيا للمنتخب الوطنى. واللافت أن دائرة التحفظ على القرار أوسع من المؤيدة ، لكن الأغرب والأخطر هو حرص أعضاء بمجلس إدارة الاتحاد على تسريب للإعلام ما يفيد باعتراضهم على اختيار جلال وتفضيلهم استقدام مدرب أجنبى بل وتأكيد هؤلاء ( أو هذين !) على  تسجيل  هذا الموقف المعترض فى محضر الاجتماع.. يعنى غسل  أيديهم  مبكرا من تبعات القرار والرجوع للمحضر  ساعة الحساب. .. ومقدرين البلاء قبل وقوعه ..  وشوفتوا مش قلنا لكم ..وتلك هى الكارثة الإدارية !

ومع مطالبة الجميع  الآن ، وبعد أن صدر القرار ، بضرورة التكاتف خلف المدرب الوطنى ودعمه وتهيئة كل فرص ومناخ العمل الملائم ، خصوصا من الخبراء والمحللين والمدربين  واللاعبين القدامى .. وكفاية نفسنة وكلام فارغ ، فلابد من التأكيد ، إن  أردنا إصلاحا جادا ، على أن القضية ليست إيهاب أو غيره .. القضية  هى غياب مشروع إصلاح حقيقى وشامل للكرة المصرية..

المنتخب  ليس كل شئ .  بل هو مجرد ثمرة من ثمار كثيرة يجب أن تطرحها شجرة الكرة المصرية المعطوبة بل واليابسة منذ سنوات ..
استوقفنا ما طرحه باهتمام الكاتب الصحفى الكبير جلال عارف بالأمس فى مقالته بجريدتنا الغراء هنا ، تحت عنوان : «مدرب جديد .. أم بداية أخرى « منتهيا فى طرح رؤيته المطالبة بالإصلاح الحقيقي لأوضاع الكرة وخاتما  بالخلاصة : «الاختيار الحقيقى هو بين بداية جديدة أو تكرار للفشل «..

نعم ، هذه هى الخلاصة ، فالمطلوب من مجلس إدارة الاتحاد  العمل الجاد على تقديم مشروع متكامل يصلح ويهيكل المسابقات  فى كل الدرجات ويرفع درجة التنافسية والانضباط فيها  وينمى مكونات هذه الصناعة المهمة ويعيد لها شغفها وجمهورها وإيراداتها ، ويصلح من شأن التحكيم المترهل والمتراجع بدرجة مخيفة ، ويهتم فعليا  بقطاعات وبطولات الناشئين ورعايتهم وعلاج القصور الشديد فى بناء شخصية اللاعب المصرى وفكره وتفكيره  قبل الحديث عن فتح أبواب الاحتراف الخارجى .. المنتج ضعيف وهزيل وغير قابل للتصدير  أو للصمود فى الأسواق العالمية الصعبة .. المنتج الكروى المحلى مدلل هزيل  منفلت .. ضعيف فنيا وذهنيا وبدنيا  ويحتاج لأساليب علاج وتحضير جاد من الصغر .. لكن علاج الناشئين على يد من .. إذا  كان المدرب أو المعلم محتاج يتعلم ..!

القضية ليست إيهاب ، لأن زملاءه ليسوا أفضل حالا منه .. وهنا لابد من العمل على رفع كفاءة وجودة المدرب المصرى. فهو الحلقة الأضعف فى المنظومة  رغم  أنه  من أهم مكوناتها .  نحتاج لخلق كوادر جديدة ومتعلمة وواعية من المدربين  والإداريين .. ويدهشنا المعترضون على اختيار جلال دون الإشارة الحاسمة لبديل وطنى أفضل فعليا  . عد غنماتك يا جحا !


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة