حمدي رزق
حمدي رزق


فيض الخاطر

طيب الذكر الفريق العصار

حمدي رزق

الإثنين، 18 أبريل 2022 - 05:09 م

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، ولا يعرف قدر الرجال إلا الرجال، ولا يُجِلّ العظماء إلا العظماء.. وهذا من شيم الأخيار الكرام.

وثائقية (الاختيار/٣) تذكر بأعز الرجال، رحمة الله عليه الفريق محمد سعيد العصار (١٩٤٦ - ٢٠٢٠) نموذج ومثال للوطنية فى تجليها، لو كتب تاريخ الفريق (فخرى) العصار فى قلب عاصفة يناير الهوجاء، وتوابعها مزلزلة لثوابت الأمن القومى، الحروف لا تكفى لنسج بعض من تضحية هذا المقاتل نادر المثال.

الظهور اللافت للفريق العصار فى (الاختيار/٣) يتسق مع صمته البليغ، ومضات لافتة تشع حكمة، وعقلا راجحا، وابتسامة محببة فى أصعب المواقف التى مرت على البلاد ثقة فى الله، واستبطانا لمعنى مصر محروسة بفضل الطيبين.

وأمسك مع نخبة من الرجال السمر الشداد فى المجلس العسكرى، بثبات بدفة السفينة العتيقة تبحر فى لجة موج عات، قوية أعصاب الرجال مع طولة بال وصبر الصابرين على المحنة، من أولى العزم، وعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ، عزيمة فولاذية .

لو تعلمون حجم المخططات التخريبية، والاستفزازات الممنهجة التى استوعبها العصار ورفاقه فى الحوارات الماراثونية مع ضباع المرحلة الممولين لتأليب الشعب على الجيش، فصدمهم الشعب الواعى ذو المخزون الحضارى فى هتاف عظيم، «الجيش والشعب إيد واحدة».. كانت عقيدة الرجال، ودينهم وديدنهم، نقطة الدم الطاهر حرام.
رسالة (الاختيار/٣) تترجم دراميا، «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة»، ولو أفصحت القوات المسلحة عن وثائق هذه المرحلة وجميعها محفوظة للتاريخ، لعلمتم فضل الرجال.

كان العصار صاحب فضل، كل من التقاه خرج بانطباع طيب، وطعم الحياة يلونه الطيبون بكرم أخلاقهم، وكان ذا خلق طيب، ابتسامته تفتح القلوب المغلقة.

تعجب كان الأخوة الأعداء، الفرقاء، يدخلون مكفهرين عليه ورفيقه اللواء عبد الفتاح السيسى (آنذاك)، ويخرجون بوجوه مستبشرة، كانا مصدر الأمل والنور فى ظلام اشتدت ظلمته فاسْتَيأَس منه خلق كثير.

الفريق العصار ظل حتى آخر نفس فى حياته قابضًا على جمر الوطن، ونعاه الرئيس السيسى صادقا، الحمد لله ربنا أكرمنا بمن يحملون الأمانة، ويؤدونها كاملة لشعب مصر، وينفقون أعمارهم فى حب الوطن دون مَنٍّ وَلَا أَذى، قربى إلى الوطن من بعد وجهه سبحانه وتعالى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة