نعمة محمد الشنشورى  منطقة وعظ جنوب سيناء
نعمة محمد الشنشورى منطقة وعظ جنوب سيناء


ميراث النبى صلى الله عليه وسلم

الأخبار

الثلاثاء، 19 أبريل 2022 - 08:08 م

مر أبو هريرة رضى الله عنه ذات يوم بالسوق، فهاله انكباب الناس و انشغالهم بالدنيا. فنادهم: أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَسَّمُ فى المسجد ؟!

فذهبوا إلى المسجد مسرعين، ثم رجعوا إلى أبى هريرة يقولون له: ما وجدنا شيئاً يُقسَّم بالمسجد، فقال لهم أبو هريرة: أما رأيتم قومًا يصلون ، و قومًا يقرأون القرآن ، وقومًا يتذاكرون الحلال و الحرام ؟ ذلك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم..

أراد أبو هريرة أن ينصح الناس ويبين لهم ما يغفلون عنه من أمور دينهم :من مجالس العلم ، والذكر ، والعبادة؛ بسبب انشغالهم فى طلب الدنيا و الاستزادة منها ..

ويقدم لنا أبو هريرة رضى الله عنه من خلال هذا الموقف أسلوبًا حكيمًا فى نصح وتنبيه الناس و إيقاظهم من غفلتهم؛ كى يقبلوا على ميراث رسول الله ..

ولما كان الناس قد زُين لهم حب الشهوات من متاع الدنيا: من الأموال وغير ذلك؛ فقد خاطبهم أبو هريرة بما له قيمة عندهم، وبالذى يتنافسون من أجله، فقال لهم: أنتم هنا وميراث رسول الله  يُقسم فى المسجد، فسارع الناس إلى المسجد ؛ ليروا ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقسم لعلهم يدركون نصيبًا منه..

وكانت المفاجأة لهم أنهم لم يجدوا الميراث الذى ظنوه ......

لم يجدوا مالًا ولا متاعًا من متاع الدنيا؛ فإن الأنبياء لا يورثون مالًا ولا متاعًا، وإنما يورثون العلم النافع الذى يدل الناس على ربهم و يصلهم بخالقهم.. ومن هنا قال النبى صلى الله عليه وسلم : (العلماء ورثة الأنبياء) أخرجه أحمد ، فمن أراد أن ينال الحظ الأوفى من ميراث رسول الله  فعليه بالقرآن و السنة.


ودلالةً أخرى يقدمها لنا هذا الموقف الكريم؛ حيث يقدم لنا درسًا عظيمًا فى فقه الدعوة إلى الله تعالى، و أهمية اجتهاد الداعى إلى الله فى اصطفاء الأسلوب الحكيم الذى يناسب حال من يدعوهم..

فالدعوة ليست كلمات محفوظة يلقيها خطيب مفوه على الناس، وإنما الداعى والناصح كالطبيب يتخير من الدواء كمًا و نوعًا ما يناسب حال المريض.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة