المستشار/ أسامه محمد زكى
المستشار/ أسامه محمد زكى


كلمات

عيدية الرئيس

أخبار اليوم

الجمعة، 29 أبريل 2022 - 05:00 م

بقلم: المستشار أسامه محمد زكى

إذا كنت من أحباب آل البيت وبينك وبينهم صلة فهذا يظهر عليك فى لغة حديثك عنهم وعند زيارتهم، فإن قدَّر الله لك مجاورتهم والسكن فى أحيائهم فإن هذه المحبة تتضاعف وهذه الوصلة تزداد وتظهر فى صوتك وعينك محبات تترجمها النبرات والنظرات كما ظهرت فى صوت وعين سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى - ابن هذا الحى الاصيل المجاور لخير جار - وذلك أثناء تفقده لأعمال تطوير المسجد الحسينى ومقام سيد شباب أهل الجنة سيدى أبى عبد الله الحسين رضى الله عنه الذى عزت مصر باستقبال رأسه الشريف لتحتضن روحُه الطهور بلادنَا المحروسة ببركات قدومه وقدوم ساداتنا آل البيت.

ومصر هى مصر.. الأم والكبيرة.. كبيرة العائلة والتى تفتح ذراعيها للأمة الإسلامية والعربية بأسرها فكيف بالنسل الأشرف الأمجد المطهرين تطهيرا .. نسل بيت النبوة وبخاصة ريحانة سيد ولد آدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الحسين رضوان الله عليه وعلى دوحة آل البيت عترة النبي، فقد اختاروا مصر مقاما لهم وارتضوا أهلها جيران لهم ليحظى شعب مصر ببركاتهم جيلا بعد جيل وعصرا من بعد عصر .

ومما يمتاز به شعب مصر الكريم أن الله قد جمع لهم حبين كريمين صادقين فهذا الشعب الواعى المستنير مع عظيم حبه وتفانيه فى عشق آل البيت يحب أيضا ويقدر ويتباهى بساداتنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  فلا يطغى حب على حب، ولا ترتفع مكانة على حساب مكانة، فحب أهل مصر لآل البيت ليس على حساب محبة الصحابة الذين أوصى رسول الله بمحبتهم فقال (الله الله فى أصحابي) وبمصر عدد غير قليل منهم وعلى رأسهم سيدنا عمرو بن العاص وعقبة بن عامر الجهنى الذى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما النجاة يا رسول الله ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)، حتى فى عز أزمنة حُكم بعض غلاة الشيعة لمصر رفض المصريون أن يساء لأى صحابي، وعندما أشار البعض بالتقرب للحكام وقتئذ بسب الصحابى معاوية بن أبى سفيان قال المصريون: كيف نسبه وهو خال لنا ؟! فأخته (أم المؤمنين) زوج رسول الله سيدتنا أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان وطالما أخته أمنا فهو خالنا.. تأمل فقه المصريين وورعهم وسعة أفقهم .

وعندما ظهر الفكر المتشدد الذى جر على الأمة كل شر مستطير بسطحيته وحماقته وحاولوا أن يوقعوا بين المصريين ومحبتهم لآل البيت ويتهمون المحبين لهم بالشرك تارة وبالبدعة تارة وبتقديس غير الله .. لم ينصت المصرى لهذا العبث وظل على حبه المتزن يعبد الله وحده ويستشفع برسوله صلى الله عليه وسلم ويحب آل البيت ويتخذ هذا الحب بابا لرضا ربه وزلفى لرسوله فى مودة قرابته عملا بقوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة فى القربى) وفى ذات الوقت يعذر من يلومه لما جُبل عليه المصرى من سعة صدر وسعة أفق، ولا أنسى يوم أن اتهم بعضهم الأستاذ محمود جبر الشاعر المعروف بشاعر آل البيت فجبر الإمام محمد زكى ابراهيم خاطره بأبيات قالها مرتجلا ملهَما فى فورية جاء فيها:
  يا (جبرُ)   ما الإنسان إلا           
   ما احتوى فى الله قلبُه
  سبوا هواك . .   ومبصرٌ           
  ما ضرَّه (أعمى) يسبُّه
وفى كل موقف يعطى الرئيس السيسى دروسا عملية إيجابية بدءًا من فكرة التطوير لمساجد آل البيت والتى لم تجر على خاطر كثير ممن سبقوه من الرؤساء، ثم فى مواقف أدبه ليعلم الجميع كيف احترام الكبار وتقدير اصحاب الهيئات حين قدَّم رمز جماعة البهرة تلك الجماعة المحبة لأرض مصر المسالمة والتى قدرها كل رؤساء مصر عهدا بعد عهد، فقدمَّه فى الحديث وفى السير لكبر سِنه ومقامه بين جماعته وحين رحب به بكلماته الرقيقة، وحين أتاح لأحد أتباعه أن يستفتح المجلس بآيات من الذكر الحكيم وفى ذلك دحض لما يدعيه البعض عن جهل أن لهم كتاباً مغايراً لكتاب الله .. كل هذا يدل على الأدب العالى الذى يتمتع به رئيسنا الورِع القدوة وما عليه من فطنة وبصيرة ودراسة وإدراك لكل ما يدور حوله مهما دق ولكل صغيرة وكبيرة .. حفظه الله لمصر وحفظ الله بلادنا وشعبنا وأدام علينا بهجتنا..  

وأنقل لسيادة الرئيس دعوات وشكر شعب مصر على هذا العمل الجليل، وكل محبى آل البيت بل كل شعب مصر الذى يحبه ويدعو له فى انتظار (عيديته) بمناسبة عيد الفطر بإذنه الكريم بفتح مقامات آل البيت كما كانت وفتح مساجدهم الكبرى طوال ساعات اليوم من الفجر للعشاء كما كانت فهذه (العيدية) أغلى عيدية يمنحها سيادته لشعبه فى هذا العيد المبارك أعاده الله على حضرته وعلى شعبنا وأمتنا بالخيرات والبركات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة