الأربعاء، 04 مايو 2022 - 07:10 م

كثيراً مانجد أطباء وعلماء يهيمون فى عوالم الأدب والشعر، الأطباء الأدباء ظاهرة معروفة فى التراث العالمى، وكثيراُ منَا يجهل العلاقة بين الطب والأدب، ولكن بنظرة بسيطة نكتشف أن أعظم الأدباء والشعراء كانوا فى الأصل أطباء أو علماء، وكأنهم يغيرون من الحياة القاسية التى تستهلك عقولهم وأبدانهم وتصفيتها بالكتابات الأدبية والشعرية والفلسفية، والقائمة مليئة بالأسماء اللامعة منذ العصور القديمة والوسطى وحتى العصور الحديثة، ولهذا شدنى كتاب للطبيب الأستاذ الدكتور صفوت الرفاعى مدير عام مستشفيات قناة السويس سابقا، الذى يحاول حالياً التفرغ للكتابات الأدبية بجانب ممارسة عمله الشاق استشارى القلب والأوعية الدموية، ففى كتابه « رسائل إلى صديقى المسافر دائما «ولأنه مهموم بقضايا الوطن ومشكلاته، تناول فيه العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عارضاً أحلامه وكما يعمل مشرط الجراح علاج المريض، يحاول د. صفوت الرفاعى أن يُشرح مشكلات الوطن ويضع لها رؤيته المستقبلية من خلال الأخبار التى يقرأها الأكثر انتشارا واهتمام الناس بها لتناولها بفلسفته عارضا وبأسلوبه الأدبى الرفيع وجهة نظره كشاهد عيان، وتكشف عناوين مقالاته المنوعة التى تقاربت من الخمسين مقالة الكثير مما يثير اهتمامنا «الفساد يقتل الأوطان» «حروب مائية وإرهاصات دينية»، «علم السد والطائرات الأبابيل»، «حدث فى مسجد قريتنا»، «ذكريات أطرف ليلة زفاف»، «يوما سوف ترحل»، «المسجد الأقصى بين زيدان وهاشم»، «الميراث والتراث»، «زمن حمو بيكا»، «كلب ودكتور وممرض وأشياء أخرى»، «متى تلجأ مصر لأبغض الحلال»، فتوى من فتاوى الفتنة»، وغيرها من العناوين التى طالما جذبتنا موضوعاتها لقراءتها حين تناولتها الصحف والمواقع الإخبارية، الوطن فى حاجة لكتابات من هذا النوع تتناول بالتحليل والتشريح أهم المشكلات التى يمُر بها، وكما كانت قضايا الأوطان تأتى فى القصائد الشعرية منذ قديم الأزل، تأتى القضايا الأكثر أهمية للشعوب فى مقالات أدبية ذاتية تلامس قضايا موضوعية كأحد الأنماط التى تزيل الغبار عن الكثير مما يسيطر على العقول. شكراً للدكتور الأديب صفوت الرفاعى على إهدائه الكتاب الذى هوَ إهداء لكل مواطن مصرى يبحث عن مستقبل مشرق لقضايا مصيرية.