محمد سعد
محمد سعد


أمنية

خانة الذكريات

محمد سعد

السبت، 07 مايو 2022 - 06:46 م

يأخذني الحنين اليها بين لحظة واخري، اكتشفت فجأة انني من زمن ليس ببعيد لم اكتب اليها، أسأل نفسي، هل حقا توقفت المكاتيب ولماذا؟ تري هل رفعت الأقلام وجفت الصحف؟،

أحاول ان اعود بالذاكرة الي الوراء واسترجع آخر رسالة اليها، لم اتذكر علي وجه الدقة موعدها، تعود الأسئلة الي ذهني مرة اخري لم لا أتذكر آخر كلماتي معاها هل ذلك بفعل الزمن؟ ام ان الأوراق لما تجمعنا حقا منذ عقود؟،

وبطبيعة الحال لم أصل الي إجابة واضحة مع ذلك المجذوب الذي اتحدث اليه! وأقرر ان اعود الي خانة الذكريات بصرف النظر كم مضي من وقت فهو في النهاية مجرد رقم لا يسمن ولا يغنى من جوع.


اعود بذاكرتي الي الوراء واحدث نفسي وأقول تتذكر في زحمة الحياة كنت تجدها المتابع لتفاصيل يومك، تأخذك بعذوبة سؤالها عنك لمساحة مختلفة من الأريحية في الحكي، تتبادل تقاسيم الأمور بيننا وتوزعها بكل دقة على ما يسمى بفن الأولويات، لا يفوتها أمر، ذاكرتها مخزن لكل شيء نقي وروحها فلتر ينظف شوائب العلاقات، لا يغريها نجاح كاذب أو زائف لكنها مؤمنة بعظمة القدرات، عندما يتحدث من امامها تنصت لكنها لا تصدق إلا الافعال لأنها فقط في نظرها هي بوصلة وميزان الأحكام، وردة من بستان تسعدها وقطعة حلوى من الدكان تكفيها، وجولة نيلية تفرحها وصوت أم كلثوم يغنيها وفستان بسيط يحليها، جمالها طاغٍ على الوان الحياة المبهجة، تغار منها العصافير والأزهار وغيرها من عوامل الجمال لجمالها وجمال روحها.


اذكر نفسي ان أصعب اللحظات علينا كانت عندما تمر بهمومها دون وجودي، نحتاج لكلينا لكن أقدارنا تقف حائلا، يدخل معها على خط معركة الحياة أشخاص يحاولون ويحاولون وأقدارهم تساعدهم والمواقف التي تمر بها معهم تقطع المسافات الحائلة بينهم لتحاول أن تختصر الساعات لكن صمودها الروحي رغم ما تواجهه يجعلها تقرر أن تغمض عينيها عن رؤية المشهد من حولها، وتصم آذانها عن سماع المنطق وتعطل عقلها حتى لا يفكر في تواترات الأحداث، وتفتح قلبها فقط محاولة أن تتنفس منه.


الآن يجب ان اعترف تضرر قلبي جوعا من شوقه إليها وانتابت مشاعري القشعريرة من تلمس إحساسي بها وهوى عقلي إلى اللامنطق من كثرة التفكير في شخصها وجن جنون يومي من طول افتقادها هي التي ذابت اسارير تفاصيلي في وجودها هي لؤلؤ العطاء الذي ينساب منها كشلالات ماء تسبح في أنهارها، يتسابق في حياتها من يجاورها ويشاركها في تفاصيل مستقبلها ويدخل على الخط من يعالج روحها لكني أنا الواثق في قلبها والمثابر والصابر والمكافح والمحارب في كسب حبها، رغم بعد المسافات بين ما خططناه ورسمناه لنا بين احلامنا وطموحاتنا بين حتى أسماء اخترناها لنا هي من علمتني أن قربها شعور لا حضور وعيونها لا تستطيع أن تدرك فيهما ثبات اللون وتفاصيل تفكيرها لا يفهمها الا المجنون بحبها، لكني أخشى يوما تجبر فيه على رد الروح لمن أعاد لها روحها.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة