حمدي رزق
حمدي رزق


فيض الخاطر

اللواء إبراهيم إن حكى..

حمدي رزق

الإثنين، 09 مايو 2022 - 06:27 م

يحسب لوثائقية (الاختيار / 3) التسجيل الأمين لأدوار رجال صدقوا وأخلصوا وقدموا أرواحهم فداء، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر ليرى صنيعه يتجسد فى فجر جمهورية جديدة يشرق على وجه المحروسة.

قبيل 30 يونيو بأيام قليلة، التقيت وزير الداخلية اللواء «محمد إبراهيم» فى مكتبه، ليبلغنى رسالة مفادها «أنه جندى مجند فى حب مصر، مش إخوان كما يشاع، ومهما كان ثمن موقفه سيدفعه راضيا..».

وبر اللواء إبراهيم بقسمه، جنديا مخلصا لتراب هذا الوطن، وكانت الداخلية بضباطها وجنودها حاضنة حامية للموج البشرى الهادر فى ميادين المحروسة يهتف «يسقط يسقط حكم المرشد».

اللواء إبراهيم إن حكى، ولكنه صموت، جُل رجالات هذه المرحلة الاستثنائية شيمتهم الصمت، أدوا الواجب، راضين مرضيين، يكفيهم فخرا إزاحة الاحتلال الإخوانى البغيض.

تقفيت حوارات اللواء إبراهيم وهى نادرة، وظفرت بفقرة من حوار منشور فى الأخبار (يوم الأربعاء، 30 أبريل 2014)، كلمات تبرهن على شجاعته فى التصدى للصلف الإخوانى.
محادثة هاتفية كاشفة، مرسى (رئيس الإخوان) على الخط من (قصر الاتحادية) يهدد وزير الداخلية: «اسمع يا محمد يا إبراهيم أنا اللى جبتك وزير، انت فاكر إن 30 يونيو هتنفعك، أنا بحذرك وبقولك بالفم المليان 30 يونيو هتفشل، وهعدمك إنت والسيسى بإيدى فى قلب ميدان التحرير.. ومش هارحمكم».

المكالمة الغاضبة لها سبب، اللواء إبراهيم، رفض تنفيذ تعليمات (مرسى) بتدخل الشرطة لفض حصار المتظاهرين الغاضبين من حول مكتب الإرشاد فى المقطم، بعد سقوط 11 منهم شهداء برصاص ميليشيات الشاطر، رفض الوزير، وطلب من مرسى أن يصدر تعليماته للإخوان بالتوقف عن إطلاق الرصاص من أعلى المكتب..

اللواء إبراهيم كان مستهدفا، وحدث وكفرته كتائب «أنصار بيت المقدس» وتجهزت لقتله، وكل رجال وزارة الداخلية كانوا مطلوبين للقتل، ولكنهم كانوا رجالة ووقفوا وقفة رجالة.

«الاختيار» بالوثائق المصورة يروى طرفا من تضحيات أبطال خلف الستار، معلوم ليس كل ما يعلم يشاع أو يذاع، «الاختيار» فحسب يشير إلى رجال صدقوا، واللبيب من الإشارة يفهم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة