دينا توفيق
اشتقنا لزمن بليغ
الثلاثاء، 10 مايو 2022 - 10:38 ص
نتوق إلى العيش فى الزمن الجميل؛ وسط جيل الكبار من أهلنا.. زمن كانت الأخلاق والمبادئ والقيم عنوانه.. زمن التمسك بكل ما هو أصيل.. زمن كان فيه احترام للحجر والشجر وليس للإنسان وحده.. أُناس عاشوا بالحب وعلى العهد والوعد حافظوا.. زمن احتوى الكبير منهم صغيره وأصغى إليه، ما زاد الحب ومن ثم الترابط والثقة بين جيلين.. زمن أدرك من عاش فيه أن كل شيء زائل عدا الحب والأشخاص الأصيلة؛ حتى وإن رحلوا يتركون سيرة وخيرا لمن عرفهم.. زمن كان الإخوة والصداقة وجمع العائلة قوة وطمأنينة، لا معنى لوجود جدران فاصلة، الأبواب مفتوحة وكأنهم فى منزل واحد محاط بالدفء والأمان، ومهما حاول أهل الشر لم ينجحوا أبدًا فى التفرقة.. زمن كان الخطأ موجود ويُرتكب- نحن بشر- ولكن كان هناك تسامح رحمة وتراحم، نفوس صافية بكلمة طيبة تهدئ وتُشفى.. الغضب يمر والشيطان يفر بعيدًا.
هكذا عشنا أجواء هذا الزمن مع رائعة الكاتب أسامة أنو عكاشة اراجعين ياهوىب بعرضها فى رمضان والتى تولى المعالجة الدرامية محمد سليمان عبدالمالك.. وأبدع الفنان اخالد النبوىب فى تجسيد دور العم الشقى ابليغ أبو الهناب الذى سافر وخاض تجارب كثيرة ولكنه عاد زاهد كل شيء إلا العائلة والأصدقاء.. المسلسل بكل تفاصيله كتابة وديكورا وأماكن التصوير تذكير بالقيم والأصالة وتاريخنا الذى سيظل عنوانا حتى لا نضل الطريق.. أحداثه كانت جولة سياحية فى شوارع القاهرة الفاطمية.. والصور على جدران منزل بليغ تكريمًا للفنانة الراحلة اكريمة مختارب الغائب الحاضر، حتى اختيار أسماء الشخصيات كان تذكيرا بأمين الهنيدى وفطين عبد الوهاب وبليغ حمدى.. عمل جعلنا نطوق ونحلم بالعودة لأيام زمان وربما يوقظنا من غفوة اللهث وراء المادة ونكران الحب الباقى.
Email: [email protected]
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة
إبراهيم ربيع يكتب : « خربشة »
صناعة البهجة
حربنا ضـد الإرهاب تدفعنا للنمو الاقتصادى
شركاء الوطن
في يومهم العالمي.. خلف كل إنجاز عامل
موازنة الخير الوفير
ثقافة القانون..
«أرسطو طاليس».. منهجه وموقفه من الفلاسفة الطبائعيين الأوائل
حراك الطلاب
