الجمعة، 13 مايو 2022 - 07:29 م

واضح أن الحرب فى أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة وربما لسنوات حيث كشف تقرير صدر عن المعهد الملكى البريطانى الاسبوع الماضى أن موسكو تستعد لحرب طويلة وشاقة وهناك إجماع بضرورة تقديم واشنطن وحلف الناتو الدعم لأوكرانيا لكسب الحرب ومنع روسيا من اعادة بناء قواتها.

الناتو ودوله يؤكدون على ضرورة سعى واشنطن لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن سيادتها على أراضيها  لكن هل يعنى النصر من وجهة الناتو أن تستعيد أوكرانيا شبه جزيرة القرم ودونيتسك التى استولى عليها بوتين عام 2014؟

الشهر الماضى طالب وزراء خارجية مجموعة الدول السبع موسكو بسحب جميع قواتها العسكرية من الاراضى الاوكرانية حتى حدودها المعترف بها دولياً شاملة القرم ودونيتسك وموسكو لن تقبل بذلك.

الرئيس الامريكى بايدن طلب من الكونجرس الموافقة على مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 33 مليار دولار ومن جانبه حذر وزير الخارجية الروسى لافروف من أن الناتو يخوض حرباً بالوكالة ضد موسكو والحرب ربما تطول لكن ليس المهم الان طول الحرب او نهايتها او من ينتصر رغم انها اصابت اسواق العالم ربما بما يفوق تداعيات فيروس كورونا وباتت حرب اوكرانيا كابوساً يهدد العالم وهو ماجعل الرئيس الفرنسى ماكرون يحذر فى خطاب أمام البرلمان الأوروبى الأسبوع الماضى من إذلال روسيا مستشهدا بمعاهدة فرساى عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى والتى شكلت «إذلالاً» لألمانيا وهيأت لصعود هتلر والنازية ومهدت إلى الحرب العالمية الثانية وشدد على ضرورة دعم أوكرانيا لضمان بقائها وقال إنه ستأتى نقطة تسعى فيها موسكو وكييف إلى السلام من خلال طاولة المفاوضات.

أزمة أوكرانيا كشفت عجز الأمم المتحدة فى مواجهة الأزمة والتوصل إلى حل لكون الأطراف المتصارعة بشأنها هم من الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولى وفشل المنظمة الدولية وتحديداً مجلس الأمن لان كل طرف يراها حسب قناعاته وتفسيراته ينحاز إلى طرف دون آخر وذهب البعض إلى وصفها «بالأمم غير المتحدة» وليس بالأمم المتحدة.

وصارت الحرب تهدد التعددية فى العلاقات الدولية وبدأت تتقلص بصعود قوى دولية كبرى وقوى متوسطة بدأت تظهر بشكل واضح نعم ستنتهى الحرب الاوكرانية يوما لكن معها ستكون بداية نظام عالمى مختلف.