الأحد، 22 مايو 2022 - 12:29 م

تحت شعار «كوِّن كونك» انطلقت يوم الأربعاء الماضى فعاليات الدورة الـ13 من «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، التى تنظمها «هيئة الشارقة للكتاب» لأول مرة على مدار 12 يوماً، خلال الفترة من 11 إلى 22 مايو، فى مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 139 دار نشر تنتمى إلى 15 دولة عربية وأجنبية.

ويشهد المهرجان تنظيم أكثر من 1900 فعالية تجمع المسرح مع الورش الإبداعية والعروض الفنية والجلسات الحواريّة. يحظى المهرجان باهتمام كبير من صاحب السمو.الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهو يراهن دائماً على أهمية القراءة فى بناء أجيال قادرة وواعية، لذلك تسعى كل أجهزة الإمارة إلى توفير الظروف ليخرج كل مهرجان للطفل أفضل من سابقه، حتى أصبح قبلة وهدفاً للمتعاملين مع الإبداع الموجه للطفل، بل وصل الأمر إلى أن الكثير من دور النشر العربية والأجنبية، والغالبية العظمى من منتجى المحتوى الموجه للطفل، يضعون أعينهم على هذا المهرجان فقد أصبح الحدث الأهم فى مجاله.

وتنقسم دور النشر المشاركة إلى 76 داراً من الإمارات، و15 من لبنان، و7 من سوريا، والأردن، ومصر، و5 من الولايات المتحدة، إضافة إلى دور نشر من الكويت، وقطر، والسودان، والمغرب، والهند، وكندا، والمملكة العربية السعودية، والعراق وغيرها.

وفعاليات المهرجان الـ120 يقدمها 43 ضيفاً من 21 دولة حول العالم، ومن أبرزهم: ماريا تريوس من إسبانيا، وسيبستيان دى سوزا، ورادية حفيظة، وكورتيس جوبلينغ من المملكة المتحدة، ومن الولايات المتحدة، يستضيف المهرجان كوبى ياماندا، وكلير لوغروند، وشاندا مكلوسكى، ومن أستراليا، تشارك كين سبيلمان، ومن الهند، يلتقى الزوار بفيبها باترا، وبريا كوريان، وغيرهم.

يشارك من مصر عصام عبدالتواب يوسف، وعمر طاهر، وعفت بركات وقصواء الخلالى، ومن لبنان، يلتقى الزوار بالدكتور طارق أحمد البكرى، ومن العراق فلاح هاشم، والرسامة انطلاق محمد على، بالإضافة للعديد من المبدعين من روسيا وباكستان، وجنوب إفريقيا، وكينيا، والكويت، والأردن، وسوريا، والبحرين، وسلطنة عمان، وتونس.

أنشطة الطفل
وتشهد فعاليات المهرجان إقامة 1140 فعالية للأطفال، يقدمها 11 ضيفاً من 14 دولة، منها 750 ورشة عمل تقام على مدى 12 يوماً من أيام المهرجان، و130 عرضاً فنياً ومسرحياً تتضمن كلاً من: «المختبر السرى»، «التزلج على الجليد فى الحديقة السرّية»، «شخصيات حجرية»، و«باص المدرسة العجيب»، إضافة إلى العرضين المسرحيين «أكبر ناهى راهى العظيم»، و«زيتورا»، حيث سيكون الأطفال على موعد فيها مع المرح والترفيه والحماس. 

وتقدم «محطة القصص المصورة» أكثر من 100 فعالية، يشارك فيها نخبة من الفنانين والمبدعين، كما يخصص المهرجان «ركن المستكشفين الصغار» للأطفال من 3 إلى 5 سنوات، والذى يقدم 264 نشاطاً إبداعياً وتفاعلياً، يخاطب الحواس الخمس للأطفال الصغار، ويستثير خيالهم بأجواء من المرح والمتعة واللعب.

يقول أحمد بن ركاض العامرى، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «من الأشياء التى تدعونا إلى الفخر أننا فى كل عام، نسعى إلى تحقيق جوهر المهرجان تجاه الاستثمار بعقول الأطفال واليافعين، وبناء معارفهم وفتح المجال لاكتشاف طاقاتهم ومواهبهم، من خلال تطبيق أمين لما تعلمناه من صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن البلدان تتطور وتبنى بأيدى وعقول أبنائها، لهذا نحن فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل نساهم فى بناء مستقبل بلادنا، ونكشف أمام الأجيال الجديدة الطرق والمسارات ليصلوا إلى ما يطمحون إليه، ويكونوا أبناءً مخلصين لثقافتنا العربية، وحاملين لرسالة الإمارة ورؤيتها الحضارية إلى العالم». 

وبدورها تقول خولة المجينى المنسق العام لمهرجان الشارقة القرائى للطفل: «اخترنا أن تحمل الدورة الـ13 من المهرجان شعار «كوّن كونك»، واخترنا مادة الصلصال فى تصميم الشعار البصرى للتعبير عن قدرة خيال الأطفال على صناعة عوالمهم الخاصة، وتشكيل مواهبهم بمرح ولعب وعبر التعلم والابتكار».

وتضيف: «أردنا من خلال الشعار أن نفتح المجال للأطفال ليكتشفوا ما يطمحون إليه، وأردنا كذلك القول: إن الكتب والمعارف والعلوم هى الأدوات التى يصنع الأطفال من خلالها مستقبلهم، وهذا ما جعل من هذه الدورة استثنائية فى عدد الفعاليات التى تستهدف تنمية مهارات ومعارف الأطفال».

أول مؤتمر للموزعين
وتشهد دورة هذا العام من المهرجان، كما يقول العامرى، تاريخ انعقاد أول مؤتمر لموزعى الكتب فى العالم، حيث يلتقى اليوم وغدا «15 و16 مايو» أكثر من 200 موزع كتاب من مختلف أنحاء العالم، فى سلسلة جلسات وورش مهنية، يناقشون خلالها مستقبل قطاع توزيع الكتب، وسبل تعزيز حركة انتقال الكتاب، وآليات تطوير قنوات التوزيع، وصولاً إلى تسهيل إتاحة المعرفة أمام الجميع. يهدف «مؤتمر الموزعين» إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات فى قطاع توزيع الكتب والتى تشمل: الاستراتيجيات الرقمية، والعمل مع الناشرين والمدارس، والكتّاب، والمهرجانات الأدبية والثقافية.

ويوفرالمؤتمر للناشرين فرصة لقاء وفود الموزعين المشاركة، والتعريف بأعمالهم، وبناء فرص جديدة فى سوق صناعة الكتاب، ويسعى إلى تعزيز مكانة الشارقة مركزاً لقطاع النشر العالمى، ويجمع العاملين فى صناعة الكتاب، ويتيح لهم فرصة التعاون فى مشاريع تجارية جديدة.

وينظم المهرجان معرضاً تفاعلياً تعليمياً بعنوان «حديقة الحيوانات الآلية»، الذى يقدم مجموعة من 8 حيوانات آلية و15 نشاطاً تفاعلياً، يتعرف الأطفال من خلالها على مميزات الحيوانات وتفاصيل حياتها وآلية عمل أجسامها، وهو معرض مستوحى من كتاب «بنفس العنوان حررته وصممته دار «مارشال إيديشنز» فى لندن. 

مع نجوم الفن وكبار المبدعين
وكعادته يحرص المهرجان على جذب أسماء براقة جاذبة ومؤثرة فى عالم الأطفال، وهذا العام يلتقى زوّار المهرجان بالفنان محمد هنيدى، الذى قدم خلال مسيرته العديد من الأعمال الموجهة للأطفال، كذلك يستضيف المهرجان مخرج الأفلام الأمريكى والرسام الشهير كايل بالدا، مخرج ورسام الرسوم المتحركة لفيلم Minions الشهير، والذى شارك فى العمل على عدة أفلام عالمية، منها Jumanj وToy Story 2. كما يشهد المهرجان تنظيم حفلة موسيقية يقدمها الملحن والمغنى ومؤلف أغانى الأطفال طارق العربى طرقان برفقة أولاده.

محطة التواصل الاجتماعى
وتستضيف «محطة التواصل الاجتماعى» هذا العام 12 مبدعاً من مؤثرى مواقع التواصل الاجتماعى والمتخصصين فى صناعة المحتوى الإبداعى والمعرفى، الذين سيقدمون 25 فعالية وورشة متنوعة، تثرى معارف ومهارات الأجيال الجديدة بتقنيات تقديم المحتوى على المنصات الرقمية المعاصرة.

ويقام ضمن فعاليات المهرجان «معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل» الذى يتضمن 23 ورشة عمل فنية يشارك فيه 296 رساماً من 48 دولة عربية وأجنبية، منهم 77 مشاركاً من المنطقة العربية، و219 من دول أجنبية. 

كما يستضيف جناح معرض الرسوم منصة صناع كتاب الطفل «أفق» التى يشارك فيها أكثر من 50 من دور النشر العربية والرسامين الإماراتيين والعرب والأجانب من 12 دولة، حيث تهدف المنصة إلى دعم المحتوى البصرى لكتاب الطفل العربى والارتقاء بصناعة كتاب الطفل، إضافة إلى دعم نهوض وتطور هذه الصناعة فى المنطقة العربية والإسهام فى تقديم محتوى متميز يواكب الطرح العالمى فى هذا المجال.

اقرأ أيضا| رئيس معهد الشارقة للتراث د. عبدالعزيز المسلم: التراث العربي في خطر