الجمعة، 10 يونيو 2022 - 08:50 م

الحرب الروسية الاوكرانية ستنتهى يوما هذا امر مؤكد لكن شكل وموعد نهايتها لا احد يعرفه وتبعاتها واثارها ستكون ربما اكبر مما يشهده العالم اليوم والرئيس الروسى بوتين لم يقل شيئاً عن حربه المعقدة فى خطاب يوم النصر فى ميدان الكرملين يوم 9 مايو الماضى ولم يعلن موعد وسيناريوهات نهايتها والتى لن تخرج عن امرين الأول:  تتبادل روسيا وأوكرانيا الأراضى وربما يتطلب اتفاق سلام دائم والإقرار بالسيطرة الروسية على بعض الأراضى فى شبه جزيرة القرم ودونباس وهذه الصفقة غير مقبولة من جانب كييف وواشنطن وسيكون البديل ظهور حالة من الجمود الدائم للصراع ويترك أوكرانيا مشوهة وضعيفة ومعتمدة على الأموال والمعدات العسكرية الغربية.
والسيناريو الآخر هو أن تنجح أوكرانيا بمساعدات عسكرية فى تحويل هجماتها المضادة المتواضعة إلى هجمات كبرى تدفع الروس إلى التراجع وربما ينسحبون من الأراضى الأوكرانية وهو ما يعنى استمرار الحرب لسنوات ويمكن ان يشعل حرباً عالمية ثالثة بل وحرباً نووية مدمرة.

اى حرب فى الدنيا تبدأ وتنتهى يوما مهما كانت اثارها فالحرب بين هولندا وجزر سيلى والتى بدأت عام 1653 وانتهت عام 1986 توقفت بعد ان  استمرت ٢٣٥ سنة وانتهت حرب المائة عام بين انجلترا وفرنسا والتى بدأت عام 1337 واستمرت 116عاما عندما ابحر الملك ادوارد ملك انجلترا لغزو فرنسا باعتبارها ملكا لتاجه توقفت.

وحتى الحرب الحرب الرومانية الفارسية والتى بدأ القتال فى 499 قبل الميلاد وامتد إلى 448 قبل الميلاد وامتدت اكثر من نصف قرن تسبّب بحربٍ طويلة دون انتصار أى طرف.

والحروب النابيلونية والتى بدأت عام  1792 إلى 1815 أُعلنت سلسلة من الحروب ضد امبراطورية نابليون من قبل تحالفات مختلفة داخل أوروبا انتهت ايضا.

وفى العصر الحديث انتهت الحرب العالمية الاولى والثانية اذا لاتوجد حرب تستمر الى الابد فسياتى يوما تنتهى فيها اصوات المدافع وطلقات البارود لكن شكل النهاية لايعرفه احد حتى طرفى الصراع وعلى العالم ان يشغل نفسه بضرورة الاسراع فى احتواء الحرب الروسية الاوكرانية والسعى لايقافها مهما كانت التضحيات او التنازلات وعدم اشعال النار حتى لاتحرق الجميع لانها فى عصر امتلاك السلاح النووى هى بالفعل اخطر الحروب.