محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


عالم ما بعد أوكرانيا

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 17 يونيو 2022 - 06:38 م

العالم شهد مع بداية القرن الحادى والعشرين عدة حروب منها حرب العراق الثانية مرورا بالحروب فى المنطقة العربية  فى كل من سوريا وليبيا والتى تجاوزت  احد عشر عاماً ومع هذا ظلت الحرب محصورة داخل حدود البلدين لكن حرب أوكرانيا وروسيا اثارها حتى علينا فى المنطقة العربية أكثر وعلى العالم  وقد تمتد لسنوات وتتوسع جغرافياً.

هذه الحرب دفعت أسعار البترول للصعود من أربعين إلى فوق المائة دولار وضاعفت فاتورة الغاز نحو ثلاث مرات ورفعت اسعار السلع وتهدد بمجاعات تهدد العديد من العالم سياسياً، الحرب أسهمت فى إعادة الحسابات الدولية من تغير الموقف الامريكى ضد إيران والتراجع عن الاتفاق النووى الى الحديث عن الأسلحة الكيماوية والجرثومية وفتحت النقاش حول حدود واستخدامات القنابل النووية فى الحروب.

حرب اوكرانيا تكاد تكون حربا كونية دون اتساع حتى الآن حربا بين المحورين الغربى والروسى على الأرض الأوكرانية والأزمة فى تصاعد. الصين اعلنت دعم روسيا بشكل علنى وواشنطن حذرت بكين من ان دعمها لموسكو يجعلها تقف ضد حركة التاريخ وردت بدعوة رئيس اوكرانيا لقمة السبع الصناعية وقمة حلف الاطلنطى.

هناك احتمال اتساع  رقعة الحرب وتورط قوات حلف الناتو فى المعارك مع الحرص الأمريكى على ضرورة هزيمة روسيا عسكرياً واقتصادياً بتضييق الخناق بعقوبات يتواصل يوما بيوم وقد يدفع بالأمور نحو منعطفات خطيرة ونتائج كارثية على كل دول العالم وليس فقط الأطراف المتورطة فى الحرب.

ما نشاهده الآن اتجاه لتصعيد الحرب بدلا من إطفائها مما يزيد من أعباء الناس والتأثير على حياتهم ولن يتوقف الأمر عند هذا إذ إننا نخشى أن يحرق العالم إذا لم يجدوا حلاً سريعا.ً

امريكا واوروبا تضغطان بقوة واقاموا جسرا لنقل المساعدات الى اوكرانيا، وكأنها تدافع عن وجودها حفاظا على نظام عالمى قديم يحقق لها السيطرة لكنه يتعرض باستمرار للاهتزاز.

والسؤال: كيف سينتهى أول نزاع عسكرى فى أوروبا فى القرن الحادى والعشرين والحرب فى أوكرانيا مرشحة للتصعيد والمزيد من العنف وارتفاع حدة الاستقطاب؟ لا امل الا على طاولة مفاوضات والوصول الى حل وسط بتنازلات من جميع الاطراف حتى لايحترق العالم كله.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة