عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر


عبد الصبور بدر يكتب: الفتوة عماد وحرافيش الصحافة!

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 21 يونيو 2022 - 04:33 م

أطل علينا الأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق من برجه العاجي بمقالة لوذعية على صفحات جريدته - منذ أيام - ينتقد فيها الصحفي الذي يجمع في العمل بين جريدتين، وشبه المسألة بامرأة تتزوج من رجلين، وقال الأستاذ عماد صاحب المشاعر المرهفة إنه – يا والداه – شعر بالصدمة وزميل يطلب منه الالتحاق بالـ"الشروق" في الوقت الذي يرفض فيه الاستغناء عن عمله في موقع إلكتروني آخر. 
وبمجرد نشر المقالة التي تحتوي على العديد من التناقضات التي سيأتي ذكرها، هاجت الدنيا وماجت، وهاجم العديد من الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي "الرجل الكبارة" لأنه تسبب دون أن يدري في إهدار كرامتهم الاقتصادية على الملأ.
ومع أن خطوات قليلة تفصل البيه عماد وهو جالس في مكتبه عن صالة التحرير، إلا أن بعض الخبثاء يؤكدون أنه لم يفكر ولو مرة في الجلوس إلى محرريه ليعرف ما وصل بهم الحال، وكيف صار، وهم يقبضون آخر الشهر راتبا لا يكفي أسرتهم عشرة أيام معدودة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العباد، ولا يشعر بها الأستاذ عماد، ربنا يزيده ويعلي مراتبه ويكتر مناصبه، وفي حين يستطيع الأستاذ عماد بوصفه رئيسًا للتحرير أن يعرف قيمة راتب كل محرر لديه، في المقابل من المستحيل أن يتوقع المحرر ما يتقاضاه الأستاذ عماد.  
ولم يشأ الأستاذ عماد أن يقول كلمته ويمضي إلى حاله، ويتركنا في حالنا، ولكنه وقف ليحلل الأزمة، وهو يقول إنها بدأت مع القنوات الفضائية التي هاجر إليها الصحفيون بحثا عن زيادة الدخل، ثم يرجع الأستاذ عماد بذاكرته إلى الوراء ليحدثنا عن أبناء جيله – وهو واحد منهم - ممن كانوا أيضا يتعاملون مع مكاتب صحف عربية لتعينهم على الحياة حتى يتم تعينهم.
كل هذا والأستاذ عماد يتجنب أن يذكر الأسباب التي تدفع صحفي إلى المرمطة في أكثر من جريدة، وموقع، حتى يجد ثمن الطعام والدواء والكساء لأطفاله ومصاريف المدارس، بجانب فواتير الكهرباء والغاز والماء والإيجار، مع أن المسألة تتلخص في كلمتين مش أكتر وهما "زيادة الرواتب"
ولأن الأستاذ عماد – خمسة في عين العدو – من فتوات المهنة ويقبض أكثر من راتب كبير، وعمل من قبل عشر سنوات في جريدة البيان بدبي وحالته ميسورة والحمد لله، فمن غير المعقول أن يفكر في حرافيش الصحافة ويشغل دماغه بإصلاح أحوالهم المعطوبة.
وعاد الكاتب الكبير ليذكر أسباب المشكلة في 16 كلمة وحرف جر قائلا إنها " الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى تعانى منها غالبية وسائل الإعلام، وغياب التنوع فى المحتوى وتراجع هامش المنافسة والحريات" في حين أن جريدة الشروق التي يترأس تحريرها الأستاذ عماد تقدم المحتوى نفسه الذي تنشره غالبية الصحف إذا افترضنا أن تلك النقطة بالذات في يد عماد وليست في يد عمرو.
ورثى الاستاذ عماد المهنة التي غادر الجيل الجديد قواعدها، وهو يتمنى في ذيل مقالته ألا يمر كلامه مرور الكرام، ويعود شباب الصحفيين إلى تلك القواعد، أو "يدركون أنهم يخترعون نظاما جديدا فى المهنة" ثم اختتم الرجل مقالته بعلامة تعجب.
وكنت أتمنى أن يكتم  الأستاذ عماد سر الزميل الذي لجأ إليه للعمل في جريدته، ولا يفضحه فضيحة المطاهر في مقالة يقرأها جمهور القراء، والغالبية من جمهور القراء لديهم صورة ذهنية أن كل الصحفيين ميسورو الحال مثل الأستاذ عماد! 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة