نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحاسيس الصحفي لا تموت.. وأحبار الأقلام لا تجف

نهاد عرفة

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 06:41 م

يشغلنا زحام الحياة، وتلهينا الظروف، ولكن تبقى الذكريات الجميلة، ذكريات الطفولة والشباب تطفو فى الأذهان من حين لآخر، ولكن ذكريات عمرها يقترب من الأربعين عاما تظل على السطح ولا تغوص فى أعماق الذاكرة، هى ذكريات وجودى بين أروقة ودهاليز المحبوبة العريقة «الأخبار» التى قادتنى قدماى لأكون ضمن نجومها فى الثالث من نوفمبر 1983، وكيف أستطيع أن أنسى يوماً جلست فيه على مكتب خاص بالدور الرابع بمبنى الأخبار التاريخى بشارع الصحافة، أختاره لي الراحل الكبير سمير عبد القادر، مكتب يضمنى مع  مع الكاتبة ناهد حمزة والكاتب الصحفى الراحل عباس الطرابيلى الذى أصبح فيما بعد رئيس تحرير جريدة الوفد، وقد تعلمت منهما الكثير ومن عمالقة ونجوم الصحافة المصرية الذين جاورونى وامتلأت بهم أروقة الأخبار، وعلى رأسهم الراحل العظيم مصطفى أمين، الذين حفروا أسماءهم بحروف وتاريخ من نور.

وشُرفت لوجودى ولقاءاتي اليومية والعمل معهم والاستفادة من تعليماتهم، وكيف انفردت فى بداياتى الأولى بأخبار الصفحة الأولى وتحقيقات ساهمت فى تغييرات وزارية مهمة، وكانت دافعاً قوياً للإسراع بقرار تعيينى بعد شهور قليلة، أرشيف أحتفظ به وأحفظه عن ظهر قلب، ومازال أمامى الكثير لأقدمه، إن بقى من العمر بقية، هُم من تعلمت منهم أن الصحفى والكاتب يموت والقلم بن أصابعه، فأحاسيس الصحفى لا تموت وأحبار الأقلام لا تجف، هى الأخبار ومبنى أخبار اليوم الذى كان بيتاً ومأوى لنا ولنجوم مصر من كافة المجالات، علماء، فنانين، أدباء، شعراء، والمئات من المواطنين المصريين يزدحم ويمتلئ بهم شارع الصحافة طوال اليوم ينتظرون القادم والخارج من المبنى التاريخى لتسهيل أعمالهم أو شكاوى مقدمة، ومنهم من كان يحمل كاميرات خاصة للتصوير معنا للاحتفاظ بصورة لصحفيى وصحفيات الأخبار، وذكريات كثيرة قد لاتعلمها الأجيال الجديدة من الصحفيين، نعم هى جريدة الأخبار اليومية التى بلغت سبعين عاما انفردت خلالها بالخبر والحوار والتحقيق وكل ما يهُم القارئ، الجريدة التى كان يبحث عنها المصريون فى كل مكان وتجوب البحار والصحارى بطبعتها الأولى لتصل إليه فى كل مكان بقارات الدنيا. وليبقى مبنى الأخبار التاريخى بشارع الصحافة شاهداً على عصر ذهبى منذ ثورة يوليو 1952 ومروراً بكل الأحداث التاريخية حتى الآن. كل عام وصحيفة الأخبار بخير وحتى تحتفل أجيالها الجديدة بمئويتها، وكل عام ومصر بخير.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة