ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

«يو ترن» أمريكانى

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 24 يونيو 2022 - 05:51 م

فى أول مقال لى بعد فوز بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية قلت ان الشرق الأوسط ليس ضمن أولويات سياساته الخارجية، وأن اهتمامه بتلك المنطقة المشتعلة مختزل فقط فى «كيفية احتواء إيران».

ترجمة هذا التراجع فى الاهتمام بدت واضحة فى احجام بايدن عن زيارة المنطقة منذ توليه الرئاسة فى يناير 2021، على خلاف أسلافه من رؤساء أمريكا وبخاصة ترامب، الذى كانت أول زيارة خارجية له للسعودية فى مايو 2017. وكذا تأخره فى الاتصال بأى من قادة المنطقة، بما فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلى الذى لم يتصل به إلا بعد أكثر من شهر من دخوله البيت الأبيض. أما تتويج ذلك فكان سياسة «فك الارتباط» التى اتبعها الرئيس الأمريكى بالخروج من العراق ثم الانسحاب التاريخى من أفغانستان.

واليوم وبعد اكثر من عام ونصف يحط بايدن على المنطقة،منتصف يوليو القادم، فى زيارة لإسرائيل والضفة الغربية يختتمها باجتماع مع قادة دول الخليج ومصر والأردن والعراق فى السعودية. الزيارة التى يمكن وصفها بـ «اليو ترن» فى علاقة بايدن بالشرق الأوسط، ربما لم تكن لتحدث لولا الحرب الروسية - الأوكرانية وتوابعها السياسية والاقتصادية والتى طالت شعبية بايدن فى الداخل مع زيادة التضخم والارتفاع الهائل فى أسعار الطاقة.

ولأن السياسة الخارجية الأمريكية براجماتية فى الأساس وتقوم على مفهوم ان «كل السياسات أصلها محلي»، تخلى بايدن عن التعهدات التى أطلقها خلال حملته الانتخابية والتى كانت معادية ومناوئة للسعودية وبادر لخطب الود السعودى فى محاولة ربما لإقناع الرياض بزيادة انتاجها النفطى لتخفيف ضغط زيادة الأسعار. هذا التحول هو بلا شك انتصار يحسب للرياض التى استطاعت بحنكة استغلال أزمة النفط لإملاء شروطها على بايدن وأبرزها كسر حاجز المقاطعة الذى حاول فرضه عليها. أما أجندة هذه الزيارة وما تحمله من أهداف فسيكون لها حديث آخر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة