هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

بناء الأسوياء

أخبار اليوم

الجمعة، 24 يونيو 2022 - 06:49 م

ليس هناك أصعب من بناء إنسان سوى فى عصر حافل بالمتناقضات والضغوط والتوتر وحسابات السياسة والاقتصاد وتقلبات القيم والمبادئ العامة والخاصة، إذ يتحكم المناخ العام فى المشاعر والأفكار والسلوك، كما تتحكم الثقافة ودرجة الوعى فى العقل الجمعى للمجتمعات ، فاحترام القانون على سبيل المثال والثقة فى دقة وعدالة تطبيقه على الجميع بلا استثناء يعلم البشر ويقودهم نحو الالتزام به، وهو  نفس مايفعله الإجتهاد فى ترسيخ ثقافة مجتمع تعنى  بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، وتوظف فنونها وآدابها وإعلامها وتعليمها لبناء أجيال من الأسوياء.

على مدى سنوات كنت أتابع مايتاح من محتوى ثقافى وتعليمى وترفيهى لمراحل الطفولة والمراهقة والشباب، وهى سنوات التكوين وبناء الشخصية والاهتمامات، وهو محتوى سطحى شديد الضعف ولايفى بالاحتياجات الحقيقية لهذه الفئات العمرية ولايناسب طبيعة عصرهم، ومع هذا الضعف الذى أصبح حاله من الغياب الكامل فعليا، يصبح طبيعيا البحث عن بدائل، فالأطفال يتجهون تلقائيا لأفلام الرسوم المتحركة التى تنتجها شركة «ديزنى» الأمريكية والتى تميزت عبر تاريخها بالقصص الشيقة  ذات المغزى الإنسانى، قبل أن تبدأ مؤخرا فى التحيز للمثلية الجنسية فى أحدث أفلامها، أو ماتنتجه شركات يابانية وفرنسية تهتم بتعليم المبادئ الأساسية للحياة اليومية من خلال أغان وقصص قصيرة، مثل مبادئ المرور وزراعة النباتات والتعامل مع الحيوانات، والأكبر سنا من المراهقين يلجأون لأفلام العنف والرعب والألعاب الإليكترونية التى تتحول أحيانا إلى نوع من الإدمان تعجز الأسرة عن علاجه فى بدايته، أو يلجأون إلى الشارع لتمضية الوقت بلا هدف ، بينما لايوجد تخطيط علمى وثقافى وترفيهى لاستيعاب إحتياجاتهم وتوفير مناخ ملائم يوظف طاقاتهم فيما يفيدهم ويفيد مجتمعاتهم فيما بعد، فلا مراكز الشباب تؤدى دورها بصورة كافية، ولا المراكز الثقافية تهتم بهذه الفئات بشكل علمى مدروس ومستمر، ولا وسائل الإعلام على إختلافها تضعهم فى خططها، بينما يقتصر دور التعليم على تلقين مناهج دراسية دون تربية ودون علم يبقى أثره ويبنى للمستقبل.

وللحديث بقية  
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة