نوال مصطفى
نوال مصطفى


30 يونيو.. خيط الأمل الممتد

نوال مصطفى

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 07:09 م

فى كل عام أتذكر جيداً ما قبل وما بعد، كأن مصر عبرت حاجزاً من اليأس إلى النور والأمل، فى يوم 30 يونيو 2013، أتذكر الإحباط والجزع وحالة فقدان الثقة التى كنا نعيشها فى ذلك الصيف، الكل يعاني.. يرى مستقبلاً غير مفهوم تقوده جماعة تحاول مسخ مصر، وسلخها من تاريخها الممتد وتحويلها إلى معسكر لاحتضان الإرهاب أو ولاية تابعة لدول ودويلات أخرى.

أتذكر وصولى إلى ميدان التحرير وأنا أرى المصريين كافة لا فرق بينهم، يحافظون على تلاحمهم وينبذون أى محاولات للتفرقة بينهم، وبعد 9 سنوات نجحت مصر فى استعادة ريادتها على كافة المجالات عربيًا وأفريقيًا ودوليًا. ولولا هذه الأيام العظيمة، وانحياز الجيش لإرادة الشعب المصرى لشهدنا مصيرًا مجهولًا.

أتذكر الجملة المأثورة التى رددها الممثل القدير محمود البزاوى فى مسلسل «الاختيار 3» :«مطلعش إخوان يا مكاوي»، والحالة التى كانت مسيطرة على كل اجتماعاتنا ولقاءاتنا مع الأصدقاء أو الأهل أو حتى فى المواصلات والنوادي، هل سيسمع السيسى النداء؟ أم أنهم مثلما يشيعون عنه واحداً منهم؟. كانت الفرحة المشوبة بالقلق والتوتر بعد أن أصبح واضحاً للجميع أن الجيش المصري، يقول للمصريين فى العلن: نحن معكم، وليس لدينا ما نخفيه ولا نتآمر على أحد. رسائلنا واضحة كالشمس، لمن يملك العقل ومن يريد أن يقرأ ومن يحمل الخير لمصر بحق.

المصريون لن ينسوا موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى الفريد، الذى لم يتردد لحظة وخاطر بحياته مقابل الاستجابة لإرادة الشعب المصري؛وأيضاً عبر بمصر إلى بر الأمان بعد دحر الإرهاب فى سيناء الحبيبة. ومحاربته بعد تفويض من الشعب للقوات المسلحة بضرورة محاربة الإرهاب والتى ما زالت مصر تحاربه حتى تلك اللحظة.

كتبت 30 يونيو تاريخاً جديداً لجمهورية جديدة ولدت على ضفاف النيل، من رحم دماء الشهداء وتضحيات المصريين وقيادة حكيمة ترى الغد وتعمل ليل نهار من أجل مستقبل أفضل ودولة حقيقية قوية وقادرة على مواجهة الأزمات والصعاب و التحديات الداخلية والخارجية للجمهورية الجديدة، للعودة بالوطن لمكانته التى يستحقها على كافة المستويات. أصبحت مصر دولة تمتلك القرار المستقل والمؤسسات القوية والرؤية الواضحة للمستقبل بقدرات شاملة، عادت مصر الحضن الكبير لكل الأشقاء العرب، وعادت ريادتها فى المنطقة كدولة محورية مهمة فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

أما المشروعات القومية وشبكة الطرق والكهرباء والمياه وتبطين الترع ومشروع حياة كريمة كل هذه الإنجازات تحتاج إلى مقالات منفردة. كلها أفكار عبقرية تعبد الطريق لمستقبل لأولادنا. إنجازات تقترب من الإعجاز تنتشر فى كل ربوع مصر، فالعمل على كل شبر من أرض للنهوض بها، ورفع رايتها، وتوفير حياة كريمة تليق بالشعب المصري.وآخر تلك الخطوات الجادة هو دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكل أطياف المعادلة السياسية المصرية من أحزاب وشخصيات عامة وسياسيين ومعارضة إلى الحوار الوطنى من أجل بناء حائط صد مصرى قوى ضد أية أخطار خارجية وداخلية، مساحة للنقاش الجاد حول ما هو مشترك بيننا وهامش لحل كل الخلافات فى الآراء بما لا يفسد للوطن قضية. فى كل 30 يونيو سأظل أتذكر خيط الأمل الرفيع الممتد الذى تمسك به المصريون فى هذا اليوم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة