شكري نجيب
شكري نجيب


القِ همومك على ربك

الأخبار

الأربعاء، 06 يوليه 2022 - 05:51 م

بقلم: شكري نجيب

تعطلت إحدى السفن التجارية وهى فى البحر من كثرة الحمل الذى عليها فأصبحت مهددة بالغرق، فاقترح ربان السفينة أن يتم رمى بعض البضاعة فى البحر لتخفف حمولة السفينة فأجمعوا أن يتم رمى كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة، فاعترض التاجر على أن ترمى بضاعته هو لوحده واقترح أن يرمى جزء من بضاعة كل تاجر بالتساوى حتى تتوزع الخسارة على الكل.  فثار عليه باقى التجار ولأنه كان تاجرا جديدا تآمروا عليه ورموه فى البحر هو وبضاعته وأكملوا طريق سفرهم.. أخذت الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو خائف حتى أغمى عليه وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة..

ما كاد التاجر يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المساعدة، مرت عدة أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من الأرانب ويشرب من جدول مياه قريب.. وينام فى كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار..
 وفى ذات يوم وبينما كان التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة فاشتعل كوخه..  حاول إطفاء النار، ولكن لم يستطع فقد التهمت النار الكوخ بأكمله، هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يا رب..؟
 رمونى فى البحر ظلماً وخسرت كل بضاعتى.. والآن حتى هذا الكوخ الذى يؤوينى احترق وأنا غريب فى هذا المكان.. ونام التاجر ليلته وهو خائف وجائع من شدة الحزن..

وفى الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق من شدة الفرح وسألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه.

فأجابوه: لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمى من سفينة التجار ظلما، أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل فقد أغار عليها القراصنة وقتلوا وسلبوا كل من فيها.
فسجد التاجر يبكى ويقول الحمد لله يا رب أمرك كله خير.
إذا ساءت ظروفك فلا تخف. والقِ بهمومك على ربك.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة