هالة العيسوي
هالة العيسوي


هالة العيسوي تكتب: بايدن وسد النهضة

هالة العيسوي

الأربعاء، 13 يوليه 2022 - 05:57 م

يعول البعض فى المنطقة على زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن الجارية الآن للشرق الأوسط، كلٌ يغنى على ليلاه، ويسعى لأقصى استفادة من هذه الزيارة، والخروج منها فائزًا بشيئ ما.

فمن بديهيات التفاوض أن تخرج كل الأطراف فائزة فلا غالب ولا مغلوب. بايدن نفسه له مصلحة خاصة فى التوجه للشرق الأوسط بعد أن تجاهله طويلًا، فهو يواجه مشكلات انخفاض شعبيته فى بلاده بعد سلسلة من الإخفاقات، أهمها إخفاقه فى إدارة أزمة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المستوى الداخلى، وعودة الظلال الكئيبة للحرب الباردة، بكل مخاطرها على علاقاته الدولية. من هنا تأتى مصالح الولايات المتحدة على رأس أولويات الزيارة وأهدافها. 

ويظهر الوجه الآخر لهذه المصالح فى المصلحة الإسرائيلية، التى نجحت فى استغلال نقاط ضعفه، وأملت عليه فكرة عقد التحالف الإقليمى لمواجهة الخطر الإيراني.

لتحقيق الهدف، يأتى بايدن محملًا ببعض الإغراءات لكل طرف، لكن إغراءاته  تخرج فى معظمها فارغة المضمون، مثل ادعائه بتبنى حل الدولتين فى المسألة الفلسطينية، رغم ان الكل يعلم أنه حلم بعيد المنال، وها هو بعد أن أعلن عن فتح مكتب رعاية المصالح الأمريكية لدى الفلسطينيين ، من داخل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل بالقدس، تأتى الأنباء بسماحه الاستيلاء على اراض ذات ملكية خاصة للفلسطينيين بزعم توسيع مجمع السفارة.

مصر، وهى طرف محورى فى لقاءات القمة مع بايدن أثناء زيارته الحالية للمنطقة، لها الحق، بدورها، فى أن تبحث بالإضافة للمصالح المشتركة مع الجوار، عن مصالحها الوطنية الخاصة، وفى القلب منها مسألة سد النهضة. وأن تستوضح ما يمكن أن يساهم به بايدن فى حلحلة الأزمة، بما للإدارة الأمريكية من سمعة وقوة تأثير مفترضين فى هذا الصدد.

ولا سيما أن موقفه هو وإدارته منذ أن تولى الرئاسة يتسم بالميوعة والغموض، والأحاديث دون الأفعال. وثمة شعور لدى المصريين بأن إدارة بايدن لا تمارس ضغوطا كافية على إثيوبيا للمساعدة فى حل الجدل الدائر حول بناء أديس أبابا للسد على نهر النيل.

صحيح أصدرت وزارتا الخارجية المصرية والأمريكية فى نوفمبر 2021  بيانًا مشتركًا فى ختام المحادثات الاستراتيجية بين البلدين فى واشنطن. وتضمنت دعوة للاستئناف العاجل للمفاوضات بشأن تشغيل سد النهضة فى إثيوبيا.كما دعم الرئيس الأمريكى جو بايدن حق مصر فى أمنها المائي، لكن منذ ذلك الحين لم ترد تعليقات أخرى من واشنطن توضح الموقف الأمريكى من التعنت الإثيوبى الذى أوقف المفاوضات، أو من الإجراءات الأحادية المستمرة التى تتخذها أديس أبابا.

وصحيح أيضًا أن بايدن أصدر أمرًا تنفيذيًا بتوقيع عقوبات على إثيوبيا لكن الأمر موقوف التنفيذ، كما استقال اثنان من مبعوثيه للقرن الأفريقي،  بسبب عدم كفاية اهتمام البيت الأبيض بالمنطقة، وضعف اليد الأمريكية فى القرن الأفريقي، بشهادة أحدهما وهو ديفيد ساترفيلد.

أظن أن السيد بايدن يعلم جيدًا أن تخاذله فى مسألة سد النهضة يسمح لمنافسيه بدخول المعترك ، وهو بذلك يسلم بنهاية عهد القطب الواحد، ويقدم رايته للصين على طبق من ذهب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة