نادر عيسى
نادر عيسى


صباح ومسا

نادر عيسى يكتب: تلبس مزيكا؟

نادر عيسى

السبت، 16 يوليه 2022 - 07:27 م

وأخيراً ها نحن بعد العيد؛ ليتفاجأ كل منا بتلال المهام التى ألقاها على طول يده، قائلاً: «بعد العيد إن شاء الله»، ولأن الإنسان ضعيف، ويخاف أن يواجه نفسه بالحقيقة المُرة، فإن بعد العيد زيه زى قبل العيد، والعيد نفسه، وعلى رأى الحكمة التى ربتنا أمهاتنا جميعاً عليها: «وهى المذاكرة بتخلص؟!».

وقرأت للكاتب على سالم مقالاً منذ 10 سنوات بعنوان «لابسين مزيكا» وهو يعكس دورة حياة المواطن البسيط، فى المواصلات والعمل والمنزل، ولكى أبسط الفكرة لك، كانت «فرقة حسب الله»، تتكون من عازفين. وما كان يحدث فى أوقات كثيرة أن يزداد عليهم الطلب، فيعجزون عن توفير العدد الكافى من العازفين لإحياء عدد الأفراح المطلوب منهم فى اليوم الواحد.

لذلك اخترع أصحاب هذه الفرق أسلوبا جديدا فى العمل، ليس مهماً أن تتكون الفرقة من عازفين جيدين أو متوسطى القيمة، الأكثر أهمية أن يكون عددها مقنعا وأداؤها ظاهريا مقنعا، يكفى أربعة عازفين فقط، أما الباقون فسيرتدون ثياب العازفين الكاكى المزركشة ويمسكون بالآلات النحاسية وينفخون فيها وهم يحركون أصابعهم على مفاتيحها ويتمايلون بأجسامهم فى انسجام وهم يمشون على الإيقاع.

أرجو منك عزيزى القارئ ألا تغضب.. لأنك قد تعتقد أن هذا الوصف هو لك، لأنه بالفعل لك، ولنا جميعاً، كلنا «لابسين مزيكا»، بربك ماذا تفعل أنتَ أو أنتِ سوى أنك تتنقل بين ترندات السوشيال ميديا وفيديوهات التيك توك ووصفات الطبخ ليل نهار، طلعت من الجنيه البلاستيك على نيرة أشرف على الفتة بالخل واللا بالصلصة على حفلات الساحل على الأهلى والزمالك بعدها دخلت على العجول اللى بتهرب، وحاجة آخر بلاهة. ويا سلام لو تطلع فنانة وصاحبتها واللا جوزها ويجرجروك وراهم فى خلافاتهم وخناقاتهم، وتدخل تكتب لهم تعليقات على صفحاتهم كأنك واحد من العيلة مثلاً، وانت مش عارف أنك يا عينى لابس مزيكا مش أكتر. بس على الأقل يا صديقى الناس دى كانت بتاكل لقمة حلوة من ورا الموضوع ده، يعنى بيجيب معاهم فلوس، أما أنت فلا فلوس ولا يحزنون.. فيا ترى هتقوم تشوف اللى وراك واللا هتلبس مزيكا؟!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة