جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

التحدى الحقيقى بعد قمة جدة!!

جلال عارف

الأحد، 17 يوليه 2022 - 07:20 م

انتهت «قمة جدة» بلا مفاجآت. ربما كان الجديد أن الرئيس الأمريكى «بايدن» سمع خطاباً عربياً جديداً ومختلفاً يحمل آثار السنوات الصعبة التى مرت على المنطقة، وما كان فيها من تقلبات فى السياسة الأمريكية تجاه كل قضايا المنطقة. وبعد أن أدركت واشنطون أن إشاعة الفوضى وهدم الدول والتحالف مع جماعات الارهاب لا يمكن أن يكون محققاً لمصالحها، ولا ضماناً للأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم!!


زيارة بايدن للمنطقة جاءت فى وقت محكوم - بالنسبة له - بانتخابات تشريعية فى نوفمبر القادم، وبآثار حرب أوكرانيا وأزمات الغذاء والطاقة التى لم تنج أمريكا نفسها منها. قبل «قمة جدة» زار بايدن اسرائيل وقدم كل الدعم الممكن وغير الممكن كالعادة ورفع العتب بزيارة مستشفى فلسطينى وتقديم إعانة إنسانية والحديث عن حل الدولتين دون أى خطوة لتحقيقه، ودون كلمة عن احتلال اسرائيلى أو استيطان ينهى فى الواقع حديث الدولتين!!
كان الغريب ان يظل الحديث الأمريكى والاسرائيلى مستمراً عن مشروع تحالف عربى مع اسرائيل فى مواجهة إيران. ومن البداية كان موقف مصر حاسماً ضد هذه المشروعات. وقبل «قمة جدة» أعلنت دول عديدة فى مقدمتها العراق والامارات وحتى الاردن التى سبق أن تحدثت عن «ناتو» جديد فى المنطقة أنه لا وجود لمثل هذا المشروع، ولا بحث حوله فى قمة جدة.


فى القمة طرحت مصر رؤية للأمن العربى وثوابته القومية، وتحدث الجميع - فى حضور بايدن - عن الحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين وعن إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية كشرط اساسى لسلام المنطقة. وسمع بايدن الحديث المتكرر عن شرق اوسط خال من السلاح النووى، وعن ضرورة استعادة سوريا واليمن من جحيم الفوضى والحروب.


انتهت القمة، وعاد بايدن لبلاده، وبقى السؤال: كيف يتحول ما سمعناه فى «قمة جدة» إلى برنامج عمل عربى لتحقيق الأمن والتنمية؟!.. هذا هو التحدى الحقيقى وليس أى شىء آخر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة