نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جدا

الاختلاف فى الآراء.. سُنة كونية

نهاد عرفة

الأربعاء، 20 يوليه 2022 - 08:36 م

كلنا لا نقبل المساس بمؤسسة الأزهر الشريف، فهذه المؤسسة تحظى بكامل الثقة والاحترام المصرى والعربى والدولى، وفى المقابل أيضاً لا نقبل بالتهديد لكل صاحب رأى مخالف، التهديد الذى يتعرض له الكاتب إبراهيم عيسى مهما اختلفنا مع آرائه غير مقبول نرفضه ونشجبه بكل أنواع الرفض والشجب، الاختلاف فى الآراء سنة كونية وحكمة إلهية وظاهرة صحية لمجتمع صحى يعمل العقل ويساعد على التفكير السليم.

وإلا تحول المجتمع إلى غابة تُسفك فيها الدماء لكل صاحب رأى مخالف. الهجوم المريع الذى شنته مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي، إحدى الأذرع الإعلامية لتنظيم القاعدة، على الكاتب إبراهيم عيسى ليس من الدين ولا من الأخلاق التى تعودنا عليها من سيرة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه، ألم يقرأوا آيات الله تعالى فى القرآن المجيد، ألم يقرأوا السيرة النبوية الشريفة لنبينا الكريم.

كيف يمكن أن يحرضوا على سفك دمائه واتهامه بمعاداة الإسلام ورسولنا الكريم كان يعيش بين كفار مكة ينشُر دعوته بدون التحريض على سفك دمائهم، وكان ليس عليه إلا الإبلاغ كما أمره الله سبحانه وتعالى، ولهذا هذا التنظيم القاعدى لا يمكن أن نعتبره تنظيما دينياً فهو تنظيم دولى إرهابى لبث الفتن وإشاعة الفوضى فى العالم، وكل من مشى فى ركابه سواء كانوا مؤسسات أو أفراد، وما يقوله الكاتب إبراهيم عيسى ليس ضد الاصطفاف الوطنى كما انبرى بالقول أحد نواب مجلس الشعب، فمال الاصطفاف الوطنى بعرض وجهات النظر واختلاف الآراء !

 علينا أن نتعلم كيف نختلف وكيف نتحاور لتصحيح الأفكار والمفاهيم ونكون قدوة لبيئة صحية للأجيال القادمة، ولنتذكر أقوال السلف الصالح، الإمام الشافعى رحمة الله عليه فى جملته الشهيرة  قال « كلامى صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمى خطأ يحتمل الصواب فلكل وجهة نظره ومن الواجب احترامها»، والفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه رحب بوجهات النظر وحث عليها بقوله « لاخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فيها إن لم نكن نسمعها» ولنتلاحم جميعنا أفراد ومجتمع ومؤسسات وأن نقف بكل قوة فى وجه أى تنظيم إرهابى يشيع الفتن ويحرض على سفك الدماء ويقضى على إعمال العقل والتفكير.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة