نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

مباراة القمة

نوال مصطفى

الأربعاء، 20 يوليه 2022 - 09:15 م

يلتقى الليلة قطبا كرة القدم المصرية، أبطال فريقى الناديين الأكبر: الأهلى والزمالك. فى ديربى القاهرة انتظاراً لبطل كأس مصر 2021، وسوف يحتشد الجمهور العريض للفريقين للتشجيع والمساندة فى جو مشحون بالتوتر، ساخن بالتوقع، مزدحم بالترقب والتكهنات.

اندهشت وأنا أسمع تاريخ البطولة أنها بطولة العام الماضى، وليس هذا العام، جاءت الإجابات كلها لتعكس حالة من التخبط الشديد فى التخطيط والرؤية، فبينما يستعد العالم أجمع لبدء موسم 2023 الكروى، فى مصر مازلنا نحاول أن ننهى موسم 2021.

التقى الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر ٢٠ مرة، فاز الأهلى ٩ مرات، وتعادلا ٣ مرات وفاز الزمالك ٨ مرات. أرقام كثيرة لها أهلها فى التحليل والعرض على مدار تاريخ البطولة الأعرق فى مصر، المنافسة بين الفريقين الكبيرين ممتدة عبر الزمن والشحن الإعلامى يزيد دائما من جو التعصب الأعمى الذى يتنافى مع الروح الرياضية التى يجب أن تكون أساساً لثقافة التشجيع والحماس لنادٍ معين، لكننا نجد السوشيال ميديا تشعل الفتنة دائما بين جماهير الفريقين الكبيرين وتؤجج نار الغيرة والتراشق بالألفاظ الجارحة المهينة لأبطال الفريقين وهذا بلاشك يهدم الفكرة من التشجيع ويهدد المعنى الحقيقى للاستمتاع بمباراة جميلة يجتهد فيها الجميع فى تقديم أداء كروى مشرف.

وهنا أود أن أفتح ملف كرة القدم فى مصر بشكل عام، وأقول إنها ليست فى حال يسر عدو ولا حبيب. المنظومة الرياضية فيما يتعلق بتلك الرياضة تحتاج إلى نسف كامل للوضع المزرى الكائن، وتأسيس منظومة منضبطة محددة الرؤية، والأهداف والمعالم.

لذلك وحتى يتم نسف الحمام القديم وبناء الجديد الذى يحتاج فى المقام الأول إلى الفكر العلمى الاحترافى، أرى أن نوجه الاهتمام والتمويل والمساندة الكاملة لأبطال رياضات أخرى غير كرة القدم أثبتوا جدارتهم بالرعاية وفازوا بميداليات عالمية وحققوا مراكز متقدمة نفخر بها.

لدينا رياضة الإسكواش التى تميز فيها أبناؤنا وبناتنا على مستوى العالم كله وحققوا بطولات مشهودة، كذلك رياضات تميزنا فيها منذ وقت طويل مثل رفع الأثقال، والرباعين العظام الذين حفروا اسم مصر فى هذه الرياضة مثل سيد نصير صاحب أول ميدالية ذهبية أوليمبية لمصر.

نحن دولة تعدى عدد سكانها  الـ 100 مليون نسمة بالتأكيد قادرون على اكتشاف المواهب الخارقة فى كل رياضة ودعمها حتى تصل إلى العالمية. ولدينا من الأمثلة الكثير مثل بطلة الكاراتيه فريال أشرف وجيانا فاروق فى الكاراتيه وهداية ملاك فى التايكوندو وفريدة عثمان فى السباحة وميار شريف فى التنس الأرضى وهنا جودة فى تنس الطاولة.

هذا بخلاف منتخب كرة اليد الذى دائماً ما يكون بينه وبين معانقة المجد والفوز ببطولة العالم خطوة واحدة صغيرة، وهو الفائز ببطولة إفريقيا الأخيرة ورابع الأوليمبياد.

وهذا بالطبع غير أبطالنا من أصحاب الهمم الذين دائماً ما يرفعون اسم مصر عالياً فى البطولات البارالمبية ويحققون ميداليات ذهبية.

نعم كرة القدم؛ هى اللعبة الأهم والأكثر شعبية، النتيجة أنها الأغزر تسويقاً وأموالاً، لكن فى النهاية نحتاج إلى الكثير من التخطيط والوقت والجهد حتى نصل إلى مستوى سبقتنا فيه دول أخرى من نفس مستوانا.

والألعاب والرياضات الأخرى تحتاج فقط إلى بعض الاهتمام والدعم المادى والمعنوى للاعبيها حتى يعانقوا المجد ويكونوا أبطالاً عالميين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة