محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

عالم الأقطاب المتهددة

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 22 يوليه 2022 - 06:54 م

العالم يتحرك بسرعة وظهر وكأن كورونا قد غيرت كل الثوابت الدولية وشكل الصراعات وحتى آلية العلاقات والمصالح بين الدول ومن الثوابت أن للسياسة وجوهاً كثيرة ومتقلبة ومتوترة وربما يكون تضارب المصالح الاقتصادية بين الدول الكبرى  نوع من المغالاة فى تعظيم المصالح والعنصرية فى التعامل مع الشعوب الأخرى بدوافع مختلفة والامثلة كثيرة.

لقد تغيرت منافسة القوى العظمى فى إدارة الصراعات فى الشرق الأوسط وكيف يمكن لعقل أن يستوعب تبعات النزاعات والأخطاء الاستراتيجية مع بداية الصراع بين امريكا وروسيا والصين تلك الدول التى تغالى فى تعظيم مصالحها على حساب دول المنطقة.

الحقيقة المؤكدة التى ترتكز عليها فى المنافسة بين القوى الكبرى لتوسيع النفوذ والهيبة وتعزيزهما على حساب بعضها خلال هذه الفترة وغياب الدور الامريكى فى الشرق الأوسط وهو ما جعل لروسيا والصين نفوذاً أكبر فى المنطقة التى عانت مما عرف بثورات الربيع العربى التى لم تعرف دوله الاستقرار باستثناء مصرالتى انقذتها ثورة 30يونيه.

الحرب الروسية على اوكرانيا ضربت العالم كله الذى لم يكد يستفيق من تبعات وباء كورونا الرئيس بايدن بدأ جولته الاولى فى منطقة الشرق الاوسط بزيارة اسرائيل ولقاء الرئيس ابومازن بالضفة ثم اللقاء مع قادة مصر ودول الخليج العربى والعراق والاردن فى جده. بايدن يسابق الزمن وله اهدافه واهمها عودة واشنطن الى دورها فى الشرق الاوسط الذى تركته لدول مثل روسيا فى سوريا والصين كذلك.

بايدن يريد ضمان امن اسرائيل فى المقدمة وخلق تكتل للضغط على روسيا لإنهاء الازمة فى اوكرانيا بالاضافة الى وقف التهور الايرانى وفاجأ بايدن الجميع باعلان استئناف المساعدات الامريكية للسلطة الفلسطينية بقيمة 500 مليون دولار ويتحدث عن مواجهة ممكنة مع ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووى وهو بذلك يريد الخروج من مأزق تراجع شعبية الديمقراطيين قبل انتخابات نوفمبر القادم وارسال رسائل الى دول الخليج يطمئنهم بمواجهة طموحات طهران.

زيارة بايدن الاولى للمنطقة منذ وصوله الى السلطة العام الماضى وان كانت خطوة متأخرة الا ان توقيتها الان فى منتهى الاهمية وتؤكد اننا باتجاه عالم متعدد الاقطاب.

وللحديث بقية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة