نيافة الأنبا أغاثون
نيافة الأنبا أغاثون


الأنبا أغاثون يكتب: الرأي الكنسي بخصوص المثلية الجنسية (1)

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 24 يوليه 2022 - 03:28 م

وصل إلينا عدة مطالبات من أبنائنا بالإيبارشية والمتابعين لموقع المطرانية من كل مكان، بتوضيح الرأى الكنسى بخصوص المثلية الجنسية ، وكيف يمكن الرد على هؤلاء كتابياً ، وكيف تتعامل كنائس المهجر مع هذه الحالات ، رغم مساندة القوانين الغربية لهم ؟

فى البداية أشكر كل أبنا ئنا با لإيبارشية ، كما إننى أشكر أيضاً أبناء الكنيسة المحبين المتابعين لموقع المطرانية ، وذلك لطلبهم توضيح الرأى الكنسى فيما يخص المثلية الجنسية ، لذلك سوف نتكلم فى هذا الموضوع من خلال ثلاث جوانب :-

أولاً : بيان صادر من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة مثلث الرحمات قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث فى 3 سبتمبر 2003 م .

ثانياً : بيان صادر من الكنائس المسيحية فى مصر فى 8 سبتمر 2003 م .

ثالثاً : الرد الكتابى على هذه البدعة وكيفية التعامل معها كنسياً ؟ .

ولنبدأ  أولاً  بقراءة  بيان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصادر فى حبرية مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث يوم الأربعاء الموافق 3 سبتمبر 2003م برئاسته بكنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوى فى دير الأنبا رويس بالقاهرة  يقول  : بعد أن تدارس محاولات بعض الكنائس الغربية ، تقنين الجنسية المثلية أو الشذوذ الجنسى وزواج اثنين من نفس الجنس ، وسيامة مثل هؤلاء فى الرتب الرعوية المتنوعة ، رجالاً ونساء فى كنائسهم ، والسعى فى سيامة أسقف من هذا النوع بالكنيسة الأسقفية فى نيوها مبشاير  بالولايات المتحدة الأمريكية .

*رأى المجمع المقدس :-

قرر المجمع المقدس بالإجماع إدانة هذه الأمور بطريقة قاطعة ، اسنادًا إلى تعاليم السيد المسيح ونصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وذلك انطلاقاً من مسئوليته فى الشهادة لحق الإنجيل . 

فالسيد المسيح له المجد أدان الجنسية المثلية بوضوح حينما تحدث عن هلاك سدوم وعمورة  ( تكوين 24:19 )، ( يه 7 ).

 وكذلك الكتاب المقدس يحذر قائلاً ( لا تضلوا ، لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور .. يرثون ملكوت الله ( كونثوس الأولى 9:6 ) . أنظر أيضاً فى رسالة رومية ( 26:1-32) . وما ورد فى توراة موسى ( لا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأةٍ إنه رجس ) ، (لا 22:18 ) ، ( لا 13:20 ) . كما إن زواج الشواذ هو ضد الخطة الإلهية فى الزواج والخلقة ، إذ يقول السيد المسيح " من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما لله من أجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بامرأته " ( مرقس 6:10،7 ) . وكما ورد أيضاً فى متى 4:19-6) ، ( أفسس 31:5 ) ، ( تكوين 27:1 ) ، ( تكوين 24:2 ) .إن من يُختارون لرتب الرعاية الكنسية يجب أن يلتزموا بتعاليم الكتاب المقدس وأن يكون " الأسقف بلا لوم .. صاحياً ، عاقلاً ، محتشماً ، صالحاً للتعليم " ( تيموثاوس الأولى 2:3 ).

 وعليه : فنحن ندين ونعارض بشدة زواج الشواذ جنسياً بصفة عامة وبصفة أخطأ وأخطر سيامتهم فى رتب الكهنوت والرعاية  تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس كما أنها تهدد إستقرار الزواج الطبيعى ، وطبيعة تكوين الأسرة ، وأخلاقيات المجتمع ونقاء الكنيسة ومستقبل محاولات الوحدة الكنسية والحركات المسكونية . كما أن من يستندون إلى دعاوى حقوق الإنسان فى تشجيع الشذوذ الجنسى يتجاهلون أنه ليس من حقوق الإنسان ، أن يفسد نفسه أو أن يفسد غيره فالحرية الحقيقية لاتدمر طبيعة الإنسان ولا تتعارض مع الوصايا الإلهية والأخلاقيات والآداب العامة .

كما نشجع الأصوات الجريئة داخل وخارج هذه الكنائس التى تعارض زواج الشواذ أو ممارسته خارج الزواج  أو سيامتهم فى رتب الكهنوت أو الرعاية ، داعين كل الكنائس إلى طاعة كل تعاليم الكتاب المقدس ، دون تغيير أو تنازلات ، فليس من حق أعضائها التصويت على الوصايا الإلهية التى وردت به .

ومن ناحية أخرى فإن هذه الممارسة الشاذة  تعتبرعثرة للآخرين  وقدوة سيئة وسوء سمعة وهى خطرة على مستقبل هذه الكنائس نفسها وتعرضها للانقسام والتفكك ، فنحن إذ ندين الشذوذ الجنسى وندعو هؤلاء أن يتوبوا عن هذه الخطيئة حرصاً على مصيرهم الأبدى .

وقد قرر المجمع المقدس إعلان هذا البيان فى كافة وسائل الإعلام المتاحة داخل مصر وخارجها وإرساله إلى كل المجالس المسكونية مثل مجلس الكنائس العالم ومجلس كنائس الشرق الأوسط ومجالس كنائس كل من : أمريكا وأوربا وأستراليا وكندا وأفريقيا .

تعقيب :

أننى فى ذهول وتعجب ! ومن أن البعض من الناس يحاول أن يعطى شرعية قانونية لبدعة المثلية الجنسية التى حرمها الله فى كتابه المقدس بعهديه ، وأعلن المجمع المقدس قراره النهائى ضد هذه البدعة فى السابق عام 2003 م .

فما الذى تغير فى الأمر لكى يطرح البعض رأيه فى مناقشه زواج المثليين ؟ لأنه لاتزال المشكلة وآثارها الضارة قائمة ، عملاً بالمادة (12) من الفصل الثالث فى إختصاصات المجمع المقدس – من اللائحة المعتمدة ص5 فى كتاب القرارات المجمعية فى عهد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث عام 2011م. وتقول ( قرارات المجمع المقدس نهائية ، ولا يعيد الأسباب فيها سوى المجمع المقدس ، إذا تغيرت الأسباب التى أصدر حكمه بناء ً عليها ) .

بقلم:

نيافة الأنبا أغاثون

أسقف كرسى مغاغة والعدوة

رئيس رأبطة خريجى الكلية الأكيريكية

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة