الأحد، 24 يوليه 2022 - 08:57 م

أستاذ جامعة اسمه كرت ريتشارد فى الخمسينيات، كان يعمل تجارب نفسية على الفئران.. واحدة من تجاربه كانت إحضار مجموعة من الفئران ووضع كل منها فى إناء زجاجى كبير ممتلئ لمنتصفه بالماء.. الإناء زجاجى وكبير حتى لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارج الإناء.. ريتشارد كان يحسب الوقت الذى سيستمر فيه كل فأر فى السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق.. طبعاً كان هناك اختلاف بين كل فأر وآخر  لكن فى المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق.. قام ريتشارد بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير..

كان عندما يرى الفأر فى لحظاته الأخيرة وأنه على وشك الاستسلام كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت.. ثم يضعه مرة أخرى فى الإناء!.. فعل ذلك مع كل الفئران ثم أخذ يحسب متوسط الوقت فى المرة الثانية.. نتذكر أن المتوسط الأول كان 15 دقيقة تقريباً.. كم تتوقع أن يكون متوسط الوقت فى المحاولة الثانية؟
أكثر من 60 ساعة! .. والمفاجأة أن هناك فأرا استمر لمدة 81 ساعة تقريباً!.. تحليل التجربة هى أن الفئران فى المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج.. فى حين فى المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأنه هناك أمل فى انتظار تحسن الظروف. هذه القصة تتكرر فى كتب التحليل النفسى كثيراً كدليل على أهمية «الأمل والتفاؤل».. فهناك أهمية أخرى لمدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية..

وعلى سبيل المثال قد يغفل شخص ما عدد ساعات كاف من النوم ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك! .. فى حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة للتحضير لرحلة ممتعة مع أصدقائه! قد تجلس أمام جهاز الكمبيوتر تظن أنه ليس لديك قدرة على العمل وليس لديك ما يكفى من الطاقة.. فى حين أن الحقيقة أنك لديك ما يكفى ويزيد لكنك فقط ليست لديك رغبة فى العمل فى تلك اللحظة. ومن البديهى أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع.. ويتوقفون عن العمل عندما لايجدون التقدير الكافى.. فذهنك يفرض عليك قيودا على قدرات جسدك.. أو على الأقل يوهمك بوجودها!
إذن الدرس هو فى الأمل.. يا شباب مصر.. قم انهض وتذكر هدفك وحلمك!