هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

اختلفنا وتخلفنا !

أخبار اليوم

الجمعة، 29 يوليه 2022 - 06:08 م

لست اظن أن أمامنا تحديا وربما أمام أجيال قادمة بعدنا أهم وأشق من تحدى إعادة بناء وعى المصريين الذى تعرض لتصدعات عنيفة وهزات مقلقة ولألوان شتى من التطرف والتشدد بموجات التسليف، واستبدال المعرفة والتعليم بالتجهيل،  والثقافة والإعلام بالتسطيح.

قد تسهم الدراما والثقافة والأحداث الوطنية فى ايقاظ الوعى ولكن من الحقائق التى لاتقبل الجدل ان التعليم  يظل سلاحنا البتار للفوز  فى هذه المعركة المصيرية والذى يضمن لنا بناء حقيقيا وترسيخا وتجذيرا للوعى داخل الشخصية المصرية..

وتبقى القضية ليست بالنوايا ولكنها قضية ارادة لن ينصلح وعى المصريين ويقام جداره المنقض إلا إذا حصل أبناء هذا الوطن على قدر من التعليم الإجبارى الموحد والذى يضمن وجود عقول  تقدس تراب هذا الوطن وتتبنى قضاياه وتسعى لتقدمه وازدهاره..

عندما اختلفت بنا مسارب التعليم بين تعليم ناشونال وانترناشنول ودينى وعام وخاص اختلفنا وتخلفنا وهذه الصنوف والأشتات من الجرعات التعليمية التى يتناولها المصريون  خلقت وعيا مشوها ومتنافرا وولاءات مزدوجة وانتماءات متعارضة واختلالات واضحة فى القيم والمفاهيم. الأدهى والأمر أن هذا الكوكتيل من التعليم يخلق بين أفراد الشعب الواحد طبقية بغيضة تعززها بعض الشركات الوطنية الكبرى التى تشترط من أجل التعيين أن يكون الموظف من خريجى المدارس الأجنبية وليذهب خريجو مدارس الحكومة للجحيم!!.

هذه ليست دعوة لإلغاء كل هذه الانواع من التعليم ولكن مطلوب وعلى وجه السرعة من الدولة أن تفرض وبشكل صارم قدرا من المناهج تدرس داخل كل هذه المدارس والتى تضمن صيانة عقول أبنائها ضد محاولات التخريب والتغريب والتدجين وتضمن أيضا بناء شخصية وطنية قادرة على الصمود أمام الجيل الرابع من الحروب لا تخطفها الشائعات لا تضربها عواصف التشدد.أعتقد أن مثل هذه المعركة هى الأجدر والاولى بأن نخوضها، بدلا من معارك تذهب فيها جهودنا هباء منثورا مثل محاولات لإصلاح التعليم بالنقل وليس بالعقل.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة