خالد رزق
خالد رزق


مشوار

مَن الخاسر..؟

خالد رزق

الأحد، 31 يوليه 2022 - 08:10 م

روسيا لن تستمر بالمشاركة فى تشغيل محطة الفضاء الدولية، بهذا التصريح الذى أعلنته وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس والذى يدخل محل التطبيق الفعلى بعد عامين أنهت روسيا رسمياً عقوداً من التعاون بينها و بين وكالات الفضاء الأمريكية و الأوروبية و الكندية و اليابانية فى مجال أبحاث الفضاء والذى جسده العمل المشترك فى هذه المحطة التى يدير العلماء الروس نصفها الأهم والمختص بالحفاظ على استقرارها فى مدارها حول الأرض و بعمليات نقل رواد الفضاء والشحنات إليها من الأرض و العكس.


الانسحاب الروسى الذى جاء بمثابة النسف غير المتوقع لبرامج البحث التى تقودها وكالات الفضاء المشتركة بالمحطة، وفق آراء محللين أتى رداً على العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا بعد إطلاقها العملية العسكرية بأوكرانيا، وهو رد وبكل المقاييس موجع لأنه ما من وكالة فضاء من المشاركين بالمحطة ولا حتى الأمريكية ناسا لديها القدرة والخبرة الفنية لتحل محل الروس فى إدارة العمل بالمحطة وتنظيم رحلات الانتقال منها وإليها، وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا ينذر بوقف برنامج المحطة الدولية كلياً.


هذه هى الخسارة الغربية المحتملة و لكن ألا تخسر روسيا بدورها جراء هذا الانسحاب؟؟، الحقيقة لا فلروسيا برنامجها الخاص البديل وهو استكمال لمحطتها الفضائية الأولى التى سبقت إطلاق المحطة الدولية بعقود، حيث تبدأ روسكوزموس بتشغيل محطة جديدة عام 2024، وربما يكون التحول الأهم هو فى تأسيس تعاون فضائى جديد ما بين الروس وحلفائهم الصينيين الذين بدورهم بدأوا بتشغيل محطة فضائية خاصة بهم، غير أن طموحاتهم فى مجال استعمار القمر وسبر الفضاء العميق وما يرصدونه من ميزانيات مهولة فى هذا المجال هى أكثر من مشجعة للروس للانخراط فى تعاون أكثر جدوى من تعاونهم مع المعسكر الغربى الذى أفاد من الخبرات الروسية مرات بأكثر مما استفادت روسيا من تعاونها معه. عموماً تجىء الخطوة الروسية لتقول بأنه ما من إجراءات عقابية غربية تفرض عليها لسبب أولآخر ستمر من دون رد، و إذا كان هذا هو حجم الرد الروسة المبدئى، فكيف تكون الخطوات الردّية وربما الاستباقية التالية؟.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة