نهاد عرفة
نهاد عرفة


نهاد عرفة تكتب: الحرب الأكروـ سية.. ملامح جديدة

نهاد عرفة

الأربعاء، 03 أغسطس 2022 - 06:08 م

قرأت كثيراً عن الحروب وتأثيرها على البشرية منذ فجر التاريخ، وكانت الفكرة فى ذهنى تدور حول المدينة الفاضلة التى تمناها أفلاطون رغم ما بها من أطروحات تنافى العقل والمنطق تأثر بها وقام بتعديلها الفيلسوف الإسلامى أبو نصر الفارابى، وتساءلت عن فكرة الصراع الإنسانى التى تحيق بالدول وتؤثر على التنمية والنمو البشرى، وتعجبت من أطروحة الفيلسوف الألمانى هيجل أن فكرة الجدل أو الصراع لديه من المحركات الرئيسية للتاريخ، فهل تساهم الحروب فى تشكيلنا ووضع ملامح جديدة لمجتمعاتنا وقيمنا وثقافاتنا؟ نعم إنها النتيجة التى توصلت إليها المؤرخة الكندية مارجريت مكميلان فى سردها لوقائع التاريخ التى ضمنتها فى كتابها «الحرب: كيف شكلنا الصراع».

لقد شكل الصراع الدائر الآن فى أوروبا لتبعات الحرب الروسية ـ الأوكرانية ضربة قوية للاقتصاد العالمى أضرت بالنمو وأدت إلى ارتفاع حاد وغير مسبوق فى أسعار السلع الأساسية الأولية كالغذاء والطاقة أدت إلى ضغوط تضخمية متسارعة لم تشهدها دول العالم من قبل، وهوَ ما أدى إلى انخفاض قيمة الدخول وازدياد الفقر حتى الدول المتقدمة التى لم تكن بمنأى عن نيران الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط التى أصبحت من أكثر الدول المتضررة اقتصادياً لاعتمادها على استيراد السلع الأولية من أوكرانيا وروسيا، وبقراءة موجزة لوقائع ونتائج هذه الحرب الدائرة على دول العالم كانت الأرقام مذهلة، على سبيل المثال فى اليونان ثلاثة ملايين يونانى يواجهون شبح الفقر والجوع والإقصاء الاجتماعى، ولم تسلم هولندا من أزمة التضخم فى جميع أنحاء العالم فانخفضت قيمة العملة بسرعة أكبر حيث تعانى من أسرع زيادة فى الأسعار فى منطقة اليورو، ولم تسلم السويد من أعلى مستوى للتضخم منذ ثلاثة عقود، وحثت اليابان جميع الشركات على رفع الأجور لمواكبة ارتفاع الأسعار، وأصبح التضخم وارتفاع الأسعار كابوسان يطيحان باستقرار القارة الأوروبية، أعلنت أسبانيا وصولها لمعدل تضخم لم تصل إليه منذ عام 1985،  المؤشرات الحالية لا تشير إلى تعاون دولى للجم وتيرة التضخم والصراع الدائر، والسؤال المطروح.. هل تساهم هذه الحرب فى تشكيلنا ووضع ملامح جديدة لمجتمعاتنا وقيمنا وثقافاتنا مستقبلاً؟


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة