محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

أوجاع الشتاء القادم

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 08:11 م

اكثر من خمسة أشهر مرت على الاجتياح الروسى لأوكرانيا ولم تتوقف الحرب بعد بل ازدادت خطورتها واتساعها وتعددت تداعياتها و الدعم العسكرى الغربى لأوكرانيا جعل موسكو تغير استراتيجيتها  وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف كشف عن خطة موسكو للاستيلاء على مزيد من الأراضى الأوكرانية شرق دونباس وهذا يعنى أن الحرب ستطول ولا مخرج قريباً من تداعياتها وأن المعاناة ستتفاقم على المستويات السياسية والاقتصادية فى أسواق العالم.

منذ بداية الحرب فى 24 فبراير الماضى أدخلت الحرب الروسية العالم فى نفق معتم وخطر وفاقمت فجأة من حدة التوتر دولياً وتداعياتها الاقتصادية تحركت بوتيرة سريعة وطالت الدول الغنيّة والفقيرة على السواء ولعل ما حدث أخيراً فى سريلانكا التى تعانى من ازمات طاحنة خير شاهد وسريلانكا ليست الا البداية و التداعيات السلبية للحرب ستطول أكثر من 20 دولة اخرى قبل نهاية العام الحالى وفقا للبنك الدولى والذى توقع ان تكون باكستان الضحية الثانية وفى وقت قريب.

أزمة نقص النفط والغاز جعلت الرئيس الامريكى بايدن يهرع إلى الرياض طلباً للمساعدة وفى الوقت ذاته سارعت الحكومات الأوروبية لعقد اتفاقات مع الدول المنتجة للنفط والغاز فى أفريقيا وآسيا لملء خزاناتها بما يكفى من الاحتياطيات قبل حلول فصل الشتاء الذى يتزيد فيه استهلاكها من الطاقة مع بداية اكتوبر القادم

المفارقة العجيبة أن الحرب الروسية على اوكرانيا هى من أعادت واشنطن الى الشرق الأوسط لأن الحرب كشفت نقاط ضعف كبيرة فى أمن الطاقة والغذاء وكل دول العالم التى تعانى اليوم من تداعيات الحرب ستعيد تقييم مصالحها على المديين المتوسط والبعيد.

الإعلام الامريكى ركز على أهداف زيارة بايدن للسعودية ولقائه مع قادة مجلس التعاون الخليجى ومصر والاردن بأنها كان مخططا لها ان تتناول ملفات ثلاثة الأمن والطاقة وحقوق الإنسان لكن الزيارة فعلياً لم تخدم هذه الملفات زيارة بايدن لم تقدم للولايات المتحدة سوى أنها تصحيح مسار وإقرار بأهمية منطقة الشرق الأوسط لمصالحها لكن الحرب الروسية الان تحرك السياسة الخارجية الامريكية وبشكل مباشر ولا احد يعرف مصير العالم ومتى تتوقف الحرب الروسية ولا تبعاتها واستمرارها يزيد اوجاع اوروبا والعالم فى الشتاء.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة